يتعرَّض الاقتصاد التونسي إلى صدمات منذ عام 2011، لكن جائحة كورنا كانت الأعنف، إذ أثَّرت بعُمق على الأداء الاقتصادي، وانعكس ذلك بشدة على الأوضاع المادية والاجتماعية للمواطنين، حيث ازدادت معدلات الفقر في البلاد.

تونس

 التحديات الإنسانية في تونس

تواجه تونس تحديات إنسانية متزايدة تتطلب استجابة عاجلة وشاملة، حيث يعيش 21% من السكان تحت خط الفقر، مما يعكس معاناة شريحة كبيرة من المجتمع في تلبية احتياجاتهم الأساسية مثل الغذاء والمأوى. وتزداد الأزمة تعقيدًا مع انتشار سوء التغذية بين الأطفال، حيث يعاني 30% من الأطفال دون سن الخامسة من نقص التغذية، مما يهدد بنموهم الصحي وسلامتهم المستقبلية. هذه المؤشرات تسلط الضوء على هشاشة الوضع الإنساني، وتبرز الحاجة إلى تعزيز الجهود لتوفير الدعم الغذائي والرعاية الصحية، بالإضافة إلى برامج تمكين اقتصادي تهدف إلى تحسين الظروف المعيشية للفئات الأكثر ضعفًا في المجتمع.

بالإضافة إلى ذلك، تشير التقارير إلى أن حوالي 30,000 طالب تونسي يتسربون من التعليم سنويًا، مما يفاقم من أزمة التعليم في البلاد.

تسعى السلطات التونسية إلى زيادة عدد مدارس الفرصة الثانية لفتح آفاق جديدة أمام اليافعين المنقطعين عن التعليم والمهددين بالأمية، بعدما سجلت البلاد زيادة في نسبة الأميين وصلت إلى 17.7%، وبواقع مليوني شخص نصفهم من سكان الأرياف.

قصة ملهمة

تُفكِّر شهد، الطفلة الصغيرة التي لم تتخطَّ حاجز السنوات السبع، ألف مرة إذا ساورها العطش، هل يمكنها شرب المياه من خزان مدرستها المتهالك؟ وهل يمكنها أن تخبر أمها أنها شربت من الخزان الذي حذرتها منه، أم تطلب من زميلتها في الفصل بعض المياه من زجاجتها؟

حيرة يومية تقابل شهد، لأن خزان المياه في مدرستها غير آمن ومتهالك، لكنها تضطر إلى شرب المياه منه هي وزملاؤها الذين يحاولون تبادل المياه فيما بينهم، لكنها تنفد في النهاية.

“اعتدت أنا وجميع زملائي في المدرسة إحضار زجاجات من الماء من منازلنا، وعندما كنا نعاني من نقص المياه، اعتدنا أن نشرب من زجاجات بعضنا وبالكاد نجد بعضا منها”. تذكر شهد بحزن معاناتها مع شرب المياه.

تُضيف شهد: “لم أخبر أمي أبدًا أنني كنت أشرب من الخزان القديم، ردًّا على سؤالها اليومي المعتاد”.

لكنَّ شهد وزملاءها أصبحوا يشربون المياه النظيفة في مدرستهم الواقعة في إحدى المناطق الريفية بمحافظة جندوبة، بعدما وفَّرت الإغاثة الإسلامية خزانًا جديدًا للمدرسة عبر مشروع “قطرة أمل”.

تتمنى شهد أن تصل المياه إلى منزلها كما وصلت إلى المدرسة، هكذا قالت لفريقنا لأنها تعرف أن الإغاثة الإسلامية يمكنها تحقيق أحلامها.

جميع الحقوق محفوظة لمنظمة الإغاثة الإسلامية عبر العالم 2025 ©
الإغاثة الإسلامية عبر العالم منظمة خيرية دولية غير حكومية مسجلة فى المملكة المتحدة برقم: 328158