لا يزال المواطنون في العراق يعانون من آثار الصراعات منذ سنواتٍ عدة، حتى أصبح الوصول إلى الاحتياجات الإنسانية الأساسية مثل المياه وخدمات الصحة والتعليم أمرًا بالغ الصعوبة للعديد من السكان.
لا يزال المواطنون في العراق يعانون من آثار الصراعات منذ سنواتٍ عدة، حتى أصبح الوصول إلى الاحتياجات الإنسانية الأساسية مثل المياه وخدمات الصحة والتعليم أمرًا بالغ الصعوبة للعديد من السكان.
يواجه العراق تحديات إنسانية كبيرة تؤثر على ملايين السكان، حيث يعاني 2.5 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، ما يجعل الحصول على وجبات يومية كافية تحديًا مستمرًا. بالإضافة إلى ذلك، هناك 1.2 مليون نازح داخليًّا نتيجة الصراعات والنزاعات، يعيش العديد منهم في ظروف صعبة تفتقر إلى الاحتياجات الأساسية مثل المأوى والمياه النظيفة. ومع وجود 25% من السكان تحت خط الفقر، تصبح القدرة على توفير سبل العيش الكريم مطلبًا مُلِحًّا يتطلب جهودًا مكثفة من الجهات المحلية والدولية لتحسين الظروف المعيشية، وتقديم الدعم اللازم للفئات الأكثر ضعفًا.
فرَّت دارين وزوجها وأطفالهما الثمانية من نيران الحرب في شمال سوريا إلى مخيم “بردرش” في إقليم كردستان. قلبت الحرب حياة دارين التي تبلغ من العمر 40 عامًا رأسًا على عقب، حيث كانت حياتها مستقرة في إحدى قرى الشمال السوري، وكان لديها وزوجها محل صغير لبيع الحلوى والجبن والألبان، لكن القصف دمَّر منزلهم والحي بأسره.
تقول دارين التي ما زالت تعيش في حالة صدمة ولا تريد أن تُصدِّق ما حدث لها ولعائلتها: “كنا أسرة سعيدة بوظيفة ثابتة، وكان لدينا منزل خاص بنا. تغيَّر كل شيء بين عشية وضحاها، وتركنا كل ذكرياتنا مع منزلنا، ولا نعرف ما ينتظرنا”.
خاضت دارين وأطفالها الثمانية وزوجها رحلة صعبة محفوفة بالمخاطر حتى وصلت إلى إقليم كردستان العراق، بعدما دفعت للمُهرِّبين 1400 دولار بواقع 200 دولار لكل فرد منهم.
وتُضيف دارين والدموع في عينيها: “كان السفر لمدة 3 أيام، وواجهنا العديد من الصعوبات، بالإضافة إلى الظروف الجوية، ومشينا مسافة طويلة حتى وصلنا إلى إقليم كردستان العراق، ولم يكن لدينا سوى البسكويت والقليل من الماء”.
عندما وصلت دارين التي تطلب اللجوء حاليًّا إلى مخيم “بردرش” تلقَّت الأرز والسكر فقط، والغذاء لم يكن يكفي احتياجات أسرتها الكبيرة.
وباتت في حاجة مُلِحَّة إلى الغذاء وأدوات النظافة ومستلزمات الشتاء، خاصة أن الخيمة التي يعيشون فيها مصنوعة من النايلون، وهي مأوى غير مناسب تمامًا خاصة في أوقات تساقط الأمطار.
وسط هذه التحديات، تدخَّلت الإغاثة الإسلامية لتقديم الدعم العاجل لدارين وعائلتها، حيث وفَّرت لهم الغذاء، ومستلزمات الشتاء، وأدوات النظافة. إلى جانب ذلك، قدَّمت لهم الدعم النفسي اللازم لمساعدتهم على تجاوز الصدمة والبدء في بناء حياة جديدة.
تؤكد هذه القصة أهمية الجهود الإنسانية في العراق للتخفيف من معاناة الفئات الأكثر ضعفًا. تتطلب التحديات في العراق تعزيز التعاون بين الجهات المحلية والدولية لتوفير الدعم الشامل وتحسين الظروف المعيشية للسكان، وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.