رغم التطور الاقتصادي والاجتماعي الذي تشهده إندونيسيا، لا تزال البلاد تواجه تحديات إنسانية كبيرة تؤثر على ملايين السكان. تُفاقم التغيُّرات المناخية، بما في ذلك الزلازل والانفجارات البركانية وأمواج تسونامي والفيضانات والجفاف والانهيارات الأرضية، من الأزمات الإنسانية في البلاد، مما يعوق الوصول إلى الخدمات الأساسية كالمياه والصحة والتغذية، ويزيد من حِدَّة الفقر وعدم المساواة.

اندونيسيا

التحديات الإنسانية

يعيش نحو 25 مليون شخص في إندونيسيا تحت خط الفقر، ما يجعل تأمين الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والسكن والتعليم تحديًا يوميًّا. تترك هذه المعاناة أثرًا سلبيًّا على المجتمع، حيث تعوق التنمية المستدامة وتؤثر بشكل مباشر على الفئات الأكثر ضعفًا.
الأطفال هم الأكثر تضررًا، حيث يعاني 30.8% من الأطفال دون سن الخامسة من التقزم نتيجة سوء التغذية المزمن ونقص الرعاية الصحية. هذا الأمر لا يؤثر فقط على نموهم البدني والعقلي، بل يُبقيهم في دائرة الفقر والمعاناة التي يصعب كسرها.

الحلول المطلوبة

تتطلب هذه الأوضاع جهودًا حثيثة من الحكومة الإندونيسية والمجتمع الدولي لمعالجة الأسباب الجذرية للفقر وسوء التغذية. يجب تعزيز الوصول إلى الموارد والخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية، بجانب تقديم حلول مبتكرة لتحسين المعيشة وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

قصة ملهمة

من بين هؤلاء الذين واجهوا المصاعب بشجاعة، تبرز قصة مرجانة، وهي أم إندونيسية تبلغ من العمر 37 عامًا. غادرت مرجانة قريتها الفقيرة في غرب لومبوك إلى المملكة العربية السعودية بحثًا عن حياة أفضل. لكن الظروف كانت قاسية، فقد أصبحت عاملة غير شرعية وعادت إلى بلادها خاوية الوفاض.

وعندما أرادت مرجانة العودة إلى إندونيسيا، لم يكن معها أي أموال للعيش، لذلك كانت تعمل في جمع القمامة، لكن عندما تمطر السماء لا تستطيع الخروج لجمعها. 

تحكي مرجانة قصتها بمزيد من الحزن والألم: “عندما كنت أعمل في جمع القمامة لم يكن لدي الكثير من الدخل، وكانت هذه الوظيفة متعبة للغاية”. 

تعيش مرجانة وابنها محمد وعائلتها في غرفة واحدة ومطبخ صغير مصنوعين من الخيزران الذي لا يحميهم من المطر، أما دورة المياه فهي مشتركة مع الجيران.

تُضيف مرجانة: “كل صباح نقضي ساعات في انتظار المياه النظيفة”، التي تأتي غالبًا من المرافق العامة للقرية ويتناوب السكان عليها للحصول على احتياجاتهم.

لكن الإغاثة الإسلامية تدخَّلت لكي تجعل حياة مرجانة وعائلتها أفضل، فوفَّرت لها التدريب اللازم من أجل مشروع زراعة الفطر، حيث تشتري من المزارعين المحليين بسعر دولارين للكيلوغرام، وتبيعه بسعر 2.5 دولار، فتكسب نصف دولار في كل كيلو.

تقول مرجانة بامتنان بالغ مُعبِّرة عن حياتها التي أصبحت أفضل كثيرًا وعن المستقبل المشرق الذي ينتظر ابنها محمد: “أشكر الله لقدوم الإغاثة الإسلامية التي غيَّرت حياتي من خلال مساعدتنا في مشروع زراعة الفطر”.

دور العمل الإنساني في بناء المستقبل

قصص مثل قصة مرجانة تؤكد أهمية التدخلات الإنسانية في تحسين حياة الأشخاص الأكثر ضعفًا. من خلال العمل الجاد والمساعدة المستدامة، يمكن تحقيق تغيير حقيقي يساعد الأفراد والمجتمعات على بناء مستقبل أكثر إشراقًا.

جميع الحقوق محفوظة لمنظمة الإغاثة الإسلامية عبر العالم 2025 ©
الإغاثة الإسلامية عبر العالم منظمة خيرية دولية غير حكومية مسجلة فى المملكة المتحدة برقم : 328158 328158