تأثير التغيرات المناخية على بنغلاديش: تحديات إنسانية وإغاثة مستمرة

تُعد بنغلاديش أحد أكثر البلدان عُرضة للكوارث الطبيعية مثل الفيضانات، والأعاصير، وموجات المد البحري، حيث اعتاد نحو 174 مليون مواطن بنغالي التكيف مع آثار هذه الكوارث التي تحدث تقريبًا كل عام. ومع تزايد تهديدات التغيرات المناخية، يواجه العديد من سكان بنغلاديش تحديات إنسانية كبيرة، لا سيما في المناطق المتضررة.

بنغلاديش

الاحتياجات الإنسانية في بنغلاديش

تواجه بنغلاديش حالة طارئة، حيث يحتاج أكثر من مليون لاجئ من الروهينغا يعيشون في نحو 3 مخيمات بمنطقة كوكس بازار إلى مساعدات إنسانية عاجلة. يعاني هؤلاء اللاجئون من سوء التغذية، ويفتقرون إلى المياه النظيفة والصرف الصحي، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. كوكس بازار، التي تُعد واحدة من أفقر المناطق في البلاد، تضم أكثر من 2.6 مليون مواطن بنغالي، لكن الوضع تفاقم بسبب توافد اللاجئين الروهينغا من ميانمار.

تداعيات الأزمة الإنسانية

تفشَّت الأوضاع الإنسانية في المنطقة بسبب انعدام الأمن الغذائي، حيث تفاقمت الأزمات في المخيمات بعد جائحة كورونا، مما أدى إلى تدهور أوضاع النساء والأطفال وكبار السن وذوي الإعاقة. كما شهد مجتمع الروهينغا داخل بنغلاديش زيادة في العنف القائم على النوع الاجتماعي، وأصبح الأطفال ضحايا للعمالة القسرية والزواج المبكر والاتجار بالبشر.

بالإضافة إلى أزمة اللاجئين، يعاني ملايين البنغاليين من تكرار الفيضانات والأعاصير التي تزداد شدّة كل عام. يُقدَّر أن أكثر من 20 مليون طفل بنغالي يتحملون العبء الأكبر من تداعيات التغيرات المناخية، حيث يفقد الأطفال منازلهم ومدارسهم بسبب الأعاصير والفيضانات، ليصبحوا ضحايا للعمالة الرخيصة والاتجار بالبشر.

دور الإغاثة الإسلامية في بنغلاديش

منذ عام 1991، بدأت الإغاثة الإسلامية عملها في البلاد بعد إعصار مدمر، وقدمت الدعم الطارئ والمساعدة في عملية إعادة الإعمار. اليوم، تُقدِّم الإغاثة الإسلامية المساعدات الإنسانية بالتوازي مع مشروعات طويلة الأجل تهدف إلى تعزيز قدرة السكان على التكيف مع آثار الكوارث الطبيعية. مع نهاية عام 2023، قدمنا المساعدات الإنسانية لأكثر من 898,000 شخص في بنغلاديش.

ومنذ ذلك الحين تُقدِّم الإغاثة الإسلامية المساعدات الطارئة بالتوازي مع مشروعاتها طويلة الأجل للحد من تداعيات الكوارث الطبيعية التي تحدث سنويا، وتعزيز قدرة السكان على المرونة والتكيف مع آثارها الحادة.

 

وتعمل الإغاثة الإسلامية في بنغلاديش على دعم الفئات الضعيفة والمهمشة من خلال 4 برامج رئيسية: رعاية الأطفال، والتمكين الاقتصادي والحوكمة، والمساعدات الإنسانية وتعزيز المرونة للتكيف مع الأزمات، وبرنامج الإغاثة الطارئة.

برامج الإغاثة الإسلامية

تشمل برامج الإغاثة الإسلامية في بنغلاديش أربعة محاور رئيسية:

  1. رعاية الأطفال: تهتم الإغاثة الإسلامية بتقديم الدعم للأطفال اليتامى من الفئات المهمشة، حيث توفر لهم كفالات صحية وتعليمية.
  2. التمكين الاقتصادي: صممت الإغاثة الإسلامية برنامجًا طويل المدى لدعم سُبل العيش للأسر الفقيرة في المناطق المحرومة.
  3. المساعدات الإنسانية وتعزيز المرونة: نفذت الإغاثة الإسلامية أكثر من 276 مشروعًا لتحسين استعداد السكان للكوارث الطبيعية، وتطوير شراكات مع الحكومة والمنظمات المحلية.
  4. الإغاثة الطارئة: تركز الإغاثة الإسلامية جهودها منذ عام 2008 على تقديم الدعم للاجئي الروهينغا، خاصة في كوكس بازار، من خلال توفير المأوى والغذاء والمياه النظيفة والرعاية الصحية.

يبقى التحدي الأكبر في بنغلاديش هو التكيف مع التغيرات المناخية والتخفيف من تداعيات الكوارث الطبيعية التي تهدد حياة الملايين من السكان، خاصة الأطفال. ومن خلال برامجها الإغاثية، تواصل الإغاثة الإسلامية تقديم الدعم للمحتاجين والمساهمة في تعزيز قدرة المجتمع البنغالي على الصمود أمام هذه الأزمات.

قصة ملهمة

في شرق غاتاخالي بالقرب من نهر كابوتاكخو، كانت شاميمة خاتون، البالغة من العمر 29 عامًا، قلقة بشأن كيفية إطعام بناتها الثلاث في الغد. كان زوجها يعمل في مهنة يومية، لكنه لم يتقاضَ أجرًا بسبب أزمة اقتصادية. في عام 2009، فقدت شاميمة كل شيء في إعصار “آيلا” باستثناء منزلها، لكن بدلًا من الهجرة، قررت البقاء والكفاح من أجل أسرتها.

استعانت بشغفها القديم في الخياطة، واستخدمت ماكينة الخياطة لعمل فساتين لجيرانها، لكنها كانت في حاجة إلى المال. وعندما سمعت عن تمويل الإغاثة الإسلامية للأسر الفقيرة، تقدمت للحصول على 140 دولارًا، ما غيّر حياتها بالكامل. استثمرت في الخياطة، ثم توسعت في تربية الماشية وزراعة الخضراوات، وأصبحت أكثر مرونة في مواجهة الكوارث الطبيعية.

بفضل الدعم، أصبحت شاميمة قادرة على تعليم بناتها وتحقيق أحلامها التي لم تتمكن من تحقيقها بنفسها. علَّقت لافتة على باب منزلها الذي بُني ليكون مقاومًا للفيضانات: “نحن جاهزون”، مؤكدة أنها ستواصل السعي نحو حياة أفضل لها ولعائلتها.

جميع الحقوق محفوظة لمنظمة الإغاثة الإسلامية عبر العالم 2024 ©
الإغاثة الإسلامية عبر العالم منظمة خيرية دولية غير حكومية مسجلة فى المملكة المتحدة برقم : 328158 328158