تزداد هذه التحديات تعقيدًا بسبب أن نحو 70% من سكان الصين يعيشون في مناطق معرضة للكوارث الطبيعية مثل الفيضانات، والزلازل، والأعاصير. هذه الكوارث الطبيعية تؤدي إلى فقدان المنازل والممتلكات وتدمير البنية التحتية، مما يجعل من الصعب على السكان التكيف مع الظروف البيئية المتغيرة. مع تزايد المخاطر من التغيرات المناخية، يواجه المجتمع الصيني تحديات مضاعفة في ظل الكوارث المستمرة.
قصة ملهمة
في منطقة كونغتونغ في مدينة بينجليانج بالصين، يتخذ ماروشيانج، 75 عامًا، وزوجته وحفيدهما من الكهف منزلًا غير آمن بالمرة، وغير مُجهَّز تمامًا للحياة الآدمية، خاصة في أوقات المطر الغزير والزلازل.
انتقل الحفيد إلى منزله الجديد المُكوَّن من غرفة نوم واحدة ومطبخ مع زوجته، لكنه كان ضيقًا للغاية حيث يبلغ 35 مترًا مربعًا، وأصبح لا يُطاق مع وجود 3 فتيات أخريات، فانتقلوا مرة أخرى للعيش مع الجد والجدة في الكهف.
الحياة في الكهف صعبة بشكل يفوق الوصف، فهو مكان مظلم وبارد جدًّا، خاصة في الشتاء، وناقل للأمراض، إذ تصفه الجدة بأنه “قذر” للغاية. لكن ما باليد حيلة، فهم مزارعون بسطاء لا يعرفون سوى سكن الكهوف منذ ولادتهم.
الحفيد هو العائل الوحيد للأسرة، ويعمل في مجال البناء، ويستطيع توفير 130 دولارًا لأسرته شهريًّا لمدة 6 أشهر، لكن خلال فصل الشتاء يصبح الوضع صعبًا ويضطر للعودة إلى القرية.
قبل 16 عامًا، توفي ابن “ماروشيانج” وزوجته في حادث وتركوا طفلًا يبلغ من العمر 10 سنوات، حاول الجد والجدة تربيته حتى صار شابًّا يريد الزواج، لكن هل سيتزوج في الكهف؟
وبسبب عدم وجود المال الكافي، ما زالت الجدة تطبخ باستخدام الفحم، وتغسل الملابس يدويًّا مع حفيداتها لأنهم لا يمتلكون غسالة كهربائية، أما الموقد الشمسي الموجود في الفناء فهو مخصَّص لغلي المياه طوال العام.
“زوجي كبير في السن، ويعاني من بعض أمراض الشيخوخة، كما أُصيب بضعف البصر والصمم، ومصاب بالتهاب المفاصل لأنه عاش كل حياته في الكهف”. تقول الجدة إن زوجها لا يستطيع المشي لمسافات طويلة للذهاب إلى المستشفى، بالإضافة إلى التكلفة المادية المرتفعة التي لا يستطيعون توفيرها.
تدخَّلت الإغاثة الإسلامية عاجلًا لإنقاذ أسرة ماروشيانج وأكثر من مئة أسرة أخرى في القرية، حيث أنشأت لهم منازل جديدة ونظيفة وآمنة تُخفِّف عنهم مشقة الحياة.
تقول الجدة بسعادة بالغة بعدما حقَّقت الإغاثة الإسلامية أمنيتها: “ساعدتنا الإغاثة الإسلامية في بناء هذا المنزل الجميل بغرف جلوس وغرف نوم وحمام. لم يخطر ببالي مطلقًا أنني سأتمكَّن من العيش في منزل نظيف ومشرق في حياتي”.