استطاعت الصين أن تُحقِّق نموًّا اقتصاديًّا كبيرًا على مدار 35 عامًا، رغم ذلك الوضع الإنساني في الصين يعدُّ صعبًا، وهنالك تفاوت كبير في الدخل بين سكان الحضر وسكان الريف، حيث يعيش الملايين في فقر ولا يستطيعون الوصول إلى الخدمات الأساسية نتيجة ضعف البنية التحتية في المناطق النائية.

الصين

التحديات الإنسانية والوضع الإنساني في الصين

تعاني الصين من تحديات إنسانية كبيرة تؤثر على ملايين الأشخاص في مختلف أنحاء البلاد، حيث يواجه نحو 150 مليون شخص نقصًا حادًّا في التغذية، مما يشكل تهديدًا كبيرًا لصحتهم وحياتهم. هذا النقص الغذائي يعرضهم للإصابة بالأمراض، ويزيد من معاناتهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة. بالإضافة إلى ذلك، يعيش نحو 10 ملايين شخص في فقر مدقع، يعانون من صعوبة في تأمين احتياجاتهم الأساسية مثل الغذاء والمأوى والرعاية الصحية. هذه الأوضاع تجعل الحياة في بعض المناطق الصينية غير قابلة للتحمل.

تزداد هذه التحديات تعقيدًا بسبب أن نحو 70% من سكان الصين يعيشون في مناطق معرضة للكوارث الطبيعية مثل الفيضانات، والزلازل، والأعاصير. هذه الكوارث الطبيعية تؤدي إلى فقدان المنازل والممتلكات وتدمير البنية التحتية، مما يجعل من الصعب على السكان التكيف مع الظروف البيئية المتغيرة. مع تزايد المخاطر من التغيرات المناخية، يواجه المجتمع الصيني تحديات مضاعفة في ظل الكوارث المستمرة.

قصة ملهمة

في منطقة كونغتونغ في مدينة بينجليانج بالصين، يتخذ ماروشيانج، 75 عامًا، وزوجته وحفيدهما من الكهف منزلًا غير آمن بالمرة، وغير مُجهَّز تمامًا للحياة الآدمية، خاصة في أوقات المطر الغزير والزلازل.

انتقل الحفيد إلى منزله الجديد المُكوَّن من غرفة نوم واحدة ومطبخ مع زوجته، لكنه كان ضيقًا للغاية حيث يبلغ 35 مترًا مربعًا، وأصبح لا يُطاق مع وجود 3 فتيات أخريات، فانتقلوا مرة أخرى للعيش مع الجد والجدة في الكهف.

الحياة في الكهف صعبة بشكل يفوق الوصف، فهو مكان مظلم وبارد جدًّا، خاصة في الشتاء، وناقل للأمراض، إذ تصفه الجدة بأنه “قذر” للغاية. لكن ما باليد حيلة، فهم مزارعون بسطاء لا يعرفون سوى سكن الكهوف منذ ولادتهم.

الحفيد هو العائل الوحيد للأسرة، ويعمل في مجال البناء، ويستطيع توفير 130 دولارًا لأسرته شهريًّا لمدة 6 أشهر، لكن خلال فصل الشتاء يصبح الوضع صعبًا ويضطر للعودة إلى القرية.

قبل 16 عامًا، توفي ابن “ماروشيانج” وزوجته في حادث وتركوا طفلًا يبلغ من العمر 10 سنوات، حاول الجد والجدة تربيته حتى صار شابًّا يريد الزواج، لكن هل سيتزوج في الكهف؟

وبسبب عدم وجود المال الكافي، ما زالت الجدة تطبخ باستخدام الفحم، وتغسل الملابس يدويًّا مع حفيداتها لأنهم لا يمتلكون غسالة كهربائية، أما الموقد الشمسي الموجود في الفناء فهو مخصَّص لغلي المياه طوال العام.

“زوجي كبير في السن، ويعاني من بعض أمراض الشيخوخة، كما أُصيب بضعف البصر والصمم، ومصاب بالتهاب المفاصل لأنه عاش كل حياته في الكهف”. تقول الجدة إن زوجها لا يستطيع المشي لمسافات طويلة للذهاب إلى المستشفى، بالإضافة إلى التكلفة المادية المرتفعة التي لا يستطيعون توفيرها.

 

الوضع الإنساني في الصين

تدخَّلت الإغاثة الإسلامية عاجلًا لإنقاذ أسرة ماروشيانج وأكثر من مئة أسرة أخرى في القرية، حيث أنشأت لهم منازل جديدة ونظيفة وآمنة تُخفِّف عنهم مشقة الحياة.

تقول الجدة بسعادة بالغة بعدما حقَّقت الإغاثة الإسلامية أمنيتها: “ساعدتنا الإغاثة الإسلامية في بناء هذا المنزل الجميل بغرف جلوس وغرف نوم وحمام. لم يخطر ببالي مطلقًا أنني سأتمكَّن من العيش في منزل نظيف ومشرق في حياتي”.

 

ساهم معنا في إنقاذ أكبر عدد من الأسر التي بحاجة 

جميع الحقوق محفوظة لمنظمة الإغاثة الإسلامية عبر العالم 2024 ©
الإغاثة الإسلامية عبر العالم منظمة خيرية دولية غير حكومية مسجلة فى المملكة المتحدة برقم : 328158 328158