الإغاثة الإسلامية عبر العالم تفخر بأنها مؤسسة تستوحي قيمها ومبادئها من الدين الإسلامي، الإسلام يربط دائماً ما بين الإنسان وأخيه الإنسان ويجسّد الأعمال التعبدية في نظم اجتماعية يعيش فيها الفقير والضعيف عيشاً كريماً، يحميهم المجتمع ويساندهم على مدار اليوم والشهر والعام. وهو الأمر المجسّد في تشريع الله للــ”الكفارة”
الكفارة كلمة مستوحاة من كلمة “كَفَرَ” بمعنى غطى وستر، وذلك لأن هذه الفريضة الربانية هي أداة لستر الذنوب ومحوها. والكفارة هي التعويض الشرعي ووسيلة التوبة التي فرضها الله على المسلمين الذين لم يقوموا بفريضةً ما دون عذر شرعي، كعدم الصيام في رمضان أو عدم الوفاء بقسم. وكفارة الصيام هي في قوله تعالى: “فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ” – سورة المجادلة
والكفارة في ذاتها هي نموذج اجتماعي عملي وضعه الإسلام لكي يساعد المسلم اخاه المسلم ولكي تكون توبة المسلم في ذاتها عوناً للفقراء والمحتاجين، فينال بها هو أجراً وينال بها المستضعفون والفقراء الغذاء والعيشَ الكريم. وقد شرع الله عز وجل كفارة الصيام بما قيمته إطعام 60 مسكيناً وجبتين عن كل يومٍ لم يصمه المسلم بدون عذر، وقد قدر العلماء قيمة إطعام المسكين وجبتين بما يوزاي 5 دولارات تقريباً أي أن إطعام 60 مسكيناً يصل لما قيمته 300 دولار.
الفدية تدفع عن من لم يستطع الصيام بسبب عذرٍ شرعي مثل الأمراض المزمنة، أما الكفارة فهي تجب على كل من لم يصم بدون عذر شرعي وقيمتها ما قيمته إطعام 60 مسكيناً لكل مسكين وجبتين من متوسط ما يأكل الشخص الذي وجبت عليه الكفارة.
وقد شرع الله عز وجل كفارة لليمين أيضاً، فقال عز وجل: لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ” – سورة المائدة. وهي ما قيمتها إطعام 10 مساكين وجبتين وهو ما قدرت قيمته ب50 دولاراً.
كفارتك .. رحمةٌ لكَ وللمحتاجين
لقد رأت فرقنا الميدانية كيف لكفارتك -رغم بساطتها- أن تحقق أحلام المساكين حول العالم في غذاءٍ صحيٍ يضمن سعادة الأطفال ويعين رب الأسرة على توفير العيش الكريم لأسرته ويحمي أفراد الأسرة من المرض والجوع. تستقبل الإغاثة الإسلامية عبر العالم هذه الكفارات لتكفي احتياج مئات الآلاف من الأسر من الغذاء، في سوريا حيث يحد النزاع من سبل الوصول للغذاء الصحي وفي اليمن حيث ينهش الفقر وسوء التغذية الحاد أجساد الأطفال والنساء والرجال، وفي ميانمار وكينيا وجنوب السودان وفي أكثر من 40 دولة حول العالم.
كفارتك .. أملٌ للمحتاجين
تصدّق الآن!
على كلٍ مسلم عاقل قادر لم يصم في شهر رمضان ولم يكن عنده عذر شرعي، وفي حال كان المسلم المكلف بالصيام يعيش في إعالة والده أو ولي أمره، فعلى والده وولي أمره أن يدفع عنه هذه الكفارة.
الصيام فريضة ركيزة من فرائض الإسلام وركن من أركانه الخمسة، وعدم الصيام بدون عذر شرعي يقذف بالمسلم على حافة الخطر في الآخرة. والكفارة هي الوسيلة الشرعية التي فرضها الله عز وجل للتوبة ورفع اثم عدم الصيام بعد رمضان وبها يبرئ المسلم أمام الله عز وجل. لذلك هي فرض بالضرورة.
توفر فرق الإغاثة الميدانية في أكثر من 40 دولة حول العالم طرود غذائية معدة بعناية فيها القيم الغذائية التي تضمن غذاءً صحياً لأفراد الأسر الأكثر احتياجاً والتي تتناسب أيضاً مع طبيعة الأغذية المعتادة في هذه المجتمعات، وقيمة كفارتك تصل بنسبة 85% كطرود غذائية للمحتاجين و15% مصاريف العاملين على إيصال هذه الطرود وضمان جودتها وتغليفها وإدارة هذه العملية بكفاءة وحسب أعلى معايير الجودة
يعتمد ذلك على نية المقسم وعلى جدية الأمر، ولكن ينصح علماء المسلمين دائماً بتجنب الحلف بغير الله وبتجنب الحلف إلا في مواطن الحق والجد. وفي حال أقسم الإنسان قسماً ينوي فيه أمراً ما صادقاً ولكنه أخلفه، فعليه الكفارة، وإن اختلط عليه الأمر، فعليه استشارة أحد من ذوي الاختصاص بالعلم الشرعي من علماء المسلمين الثقة.