بعد سنواتٍ من انتهاء الصراع في الشيشان، لا يزال السكان يعانون من الفقر والبطالة، بالإضافة إلى تداعيات جائحة كورونا التي انتشرت في البلاد منذ عام 2020.

التحديات الإنسانية

بعد انتشار جائحة كورونا في شمال القوقاز، تأثر ملايين السكان بشدة خاصة في الشيشان، حيث فقد الكثيرون وظائفهم بين عشية وضحاها، خاصة مع ارتفاع معدلات الفقر، إذ يعيش نحو نصف السكان على أقل من دولارين في اليوم، وفقًا لبيانات هيئة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”.

قصة ملهمة

قبل نحو 20 عامًا، تغيَّرت حياة الشابة بناتا إليسوفا عندما كانت مُسرِعة للدخول إلى منزلها الذي افتقدته كثيرًا في أيام الحرب، حيث كانت تعيش في ملجأ مؤقت مع عائلتها. لم تُلاحظ بناتا أن هناك ألغاما مزروعة أمام منزل عائلتها، فعندما أسرعت لدخول منزلها، انفجر اللغم في جسدها، وأُصيبت بجروح متعددة وعميقة.

في هذا التوقيت، لم تكن عائلة بناتا تملك الكثير من المال لعلاجها، خاصة بعد وفاة والدها، لكن والدتها أصرَّت على إنفاق آخر ما تبقى لديها من أموال لعلاج بناتا.  ورغم علاجها فإن بناتا عاشت بإعاقة جسدية لم تُمكِّنها من العمل، فاضطرت للاعتماد على والدتها وشقيقاتها اللاتي تزوَّجن فيما بعد وذهبن للعيش مع أزواجهن.

تقول بناتا بمزيد من الأسى على حال عائلتها: “أتقاضى معاشًا تقاعديًّا لا يكفي لتغطية احتياجات عائلتي، بما في ذلك احتياجات الطعام والأدوية والمنظفات والملابس وما إلى ذلك”.

تقطَّعت السُّبل ببناتا ولم تجد ما يُعينها على الحياة وصعوباتها، لكن الإغاثة الإسلامية تدخَّلت ووفَّرت لها آلة خياطة كي تبدأ مشروعها وتعتمد على نفسها.

تُضيف بناتا: “إنني ممتنة جدًّا للإغاثة الإسلامية لمنحي فرصة الشعور بأنني سيدة أعمال حقيقية”، وتُشير إلى أن هذا المشروع فرصة مهمة جدًّا لمساعدة عائلتها.

بناتا لن تكتفي بإعادة تصليح الملابس، بل ستسعى بكل ما أوتيت من قوة لتطوير أدائها من أجل حياكة ملابس جديدة بنفسها، خاصة أن ذلك أصبح مُمكنًا بفضل مساعدة الإغاثة الإسلامية.

جميع الحقوق محفوظة لمنظمة الإغاثة الإسلامية عبر العالم 2024 ©
الإغاثة الإسلامية عبر العالم منظمة خيرية دولية غير حكومية مسجلة فى المملكة المتحدة برقم : 328158 328158