يواجه اللاجئون في الأردن تحديات إنسانية كبيرة تؤثر على مختلف جوانب حياتهم اليومية، بدءًا من التعليم إلى سبل العيش والمأوى.
يواجه اللاجئون في الأردن تحديات إنسانية كبيرة تؤثر على مختلف جوانب حياتهم اليومية، بدءًا من التعليم إلى سبل العيش والمأوى.
يبلغ عدد الأطفال السوريين اللاجئين الذين يعانون من صعوبة في الوصول إلى التعليم نحو 230 ألف طفل، مع التحاق ربع الأطفال فقط ممن تتراوح أعمارهم بين 12-18 عامًا بالمدارس، مما يهدد مستقبلهم التعليمي ويؤثر سلبًا على فرصهم في حياة أفضل. بالإضافة إلى ذلك، يستضيف الأردن 1.3 مليون لاجئ سوري، مما تسبب في زيادة كبيرة في الطلب على البنية التحتية والخدمات الأساسية، وأدى إلى منافسة شديدة على فرص العمل، وفقًا لتقارير البنك الدولي
كما يعاني نحو 400 ألف لاجئ فلسطيني نزحوا من سوريا بسبب الصراع هناك من ظروف معيشية قاسية، في ظل صعوبة الحصول على مأوى مناسب وفرص لكسب العيش، بحسب الأونروا. تتطلب هذه التحديات استجابات إنسانية متكاملة، وجهودًا دولية لتعزيز الخدمات وتخفيف العبء عن اللاجئين والمجتمعات المضيفة.
وفقًا لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، يبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين في الأردن نحو 2.4 مليون لاجئ. يعيش هؤلاء اللاجئون في 10 مخيمات معترف بها من قِبَل الأونروا
للتخفيف من وطأة الفقر في الأردن وتزايد احتياجات اللاجئين، بدأت الإغاثة الإسلامية العمل منذ عام 1997، إذ وفَّرت المأوى للاجئين، وقدمت خدمات رعاية الصحية، والتعليم، والأمن الغذائي، ورعاية الأيتام، كما نفَّذت مئات المشاريع لدعم سُبل العيش للملايين.
لقد كانت الإغاثة الإسلامية من السبّاقين في دعم اللاجئين بجميع جنسياتهم حول العالم، فالعام الماضي شهد تنفيذ 18 مشروعًا إنسانيًّا خدم أكثر من 32,600 لاجئ سوري في الأردن. ولمواجهة الطقس البارد، وفَّرت الإغاثة الإسلامية في الأردن مستلزمات فصل الشتاء للاجئين السوريين والفلسطينيين وللمواطنين الأردنيين من الأشد حاجة. ففي شتاء 2024، ساعدت الإغاثة نحو 1924 أسرة بمجمل 7347 فردًا من الأشد حاجة جُلُّهم كانوا من الأيتام، والنساء المعيلات، والأسر التي تشمل كبار السن والأطفال ذوي الإعاقة. في هذه الأثناء وزَّعت الإغاثة الإسلامية مساعدات عينية على العائلات لمواجهة الطقس البارد، تحتوي على سخان غاز، وأسطوانة غاز، وأغطية ثقيلة وملابس، وقسائم لإعادة تعبئة أسطوانة الغاز.
كان والد محمد في مخيم الزرقاء ينتظر وصوله إلى الدنيا بفارغ الصبر، مع صرخاته الأولى أصبح الأمل يراوده من جديد في حياة أفضل ومستقبل مشرق لصغيره. بلهفة وشوق، ذهب ليحتضن رضيعه الذي سمَّاه “محمدًا” ويأخذه بين ذراعيه، ويُهدهده كأي والد حنون، لكن صدمته عندما رآه للمرة الأولى جعلته يسارع في استشارة الأطباء وذوي الخبرة.
محمد طفل جميل ذو ملامح بريئة للغاية ومريحة، يستحق حياة سهلة بدون آلام، لكن الشق الواضح في شفته العليا يجعله يتنفس بصعوبة ويُسبِّب له آلامًا مبرحة عند الرضاعة. يقول والد محمد بمنتهى الحزن: “لم يكن هناك سوى مواعيد الطبيب، في محاولة لمعرفة أفضل طريقة لإطعامه وتنظيفه ومحاولة تقليل فرص الإصابة بأي عدوى”.
كان محمد في حاجة ماسَّة إلى إجراء جراحة عاجلة، لكنها كانت مُكلِّفة للغاية بشكل يفوق قدرة والده، ولم تكن الأسرة تملك أي شيء تستطيع تقديمه لابنها، غير أن الإغاثة الإسلامية تدخَّلت وأجرت الجراحة لمحمد. يُضيف والد محمد بفرحة بالغة وامتنان شاكرًا الإغاثة الإسلامية على مساعدتها لأسرته: “الآن بعد مساعدة الإغاثة الإسلامية، يمكن لمحمد أن يتنفس بشكل طبيعي ويأكل ويتصرف مثل أي طفل عادي.. أنا ممتن جدًّا لله ولمساعدتكم”.