يشهد الجزء الشرقي من أفريقيا الآن أحد أسوأ حالات الجفاف في التاريخ الحديث، ويتركز الضرر في الصومال وإثيوبيا وكينيا.
وفقًا لتقارير دولية لمنظمة الغذاء العالمي لعام 2024، يواجه الصومال أزمة إنسانية حادة نتيجة الجفاف المستمر والصراعات وارتفاع أسعار الغذاء. تشير التقديرات إلى أن حوالي 4.4 ملايين شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد بين أكتوبر وديسمبر 2024.
بالإضافة إلى ذلك، يعاني 1.6 مليون طفل من سوء التغذية الحاد، مما يزيد من مخاطر الوفاة والأمراض بينهم. كما أن هناك 3.86 مليون شخص نازحين داخليًا بسبب هذه الأزمات المتفاقمة.
ففي عام 2022، أشارت دراسة إلى وقوع حوالي 43,000 حالة وفاة إضافية بسبب الجفاف، نصفهم من الأطفال دون سن الخامسة. وتُقدر التوقعات للفترة من يناير إلى يونيو 2023 بحدوث 135 حالة وفاة يوميًا نتيجة الأزمة، مما يشير إلى استمرار تدهور الوضع الإنساني في البلاد.
على الرغم من الجهود المبذولة لتقديم المساعدات الإنسانية، لا تزال هناك حاجة ماسة إلى دعم دولي أكبر لتجنب وقوع مجاعة واسعة النطاق في الصومال.
يرجع سبب الجفاف إلى انحسار الأمطار لثلاثة مواسم متتالية، يصاحب الجفاف فقدان الكثيرين للقمة عيشهم ومصدر دخلهم. وبالتالي ارتفعت أسعار المواد الغذائية والمياه المتوفرة بشكل كبير.
تحاول العائلات التشبث بالحياة على قدر الإمكان وبكامل قوتها، يخرجون من منازلهم باحثين بشكل مستميت عن الطعام والماء.
علاوة على ذلك، فإن النساء والفتيات مجبرون على المشي أميالاً لاستخراج المياه من نقاط تمركز المياه و يصاحب ذلك العديد من المخاطر التي تواجههم على الطريق مثل خطر العنف والاعتداء.
مع توقع المزيد من التدهور للوضع الحالي، هناك الملايين بحاجة ماسة إلى مساعدتكم. الإغاثة الإسلامية في قلب الميدان تستجيب للوضع الكارثي من خلال توزيع المواد الغذائية الأساسية والماء والمأوى، لكننا بحاجة إلى مساعدتكم لدعم عشرات الآلاف من الأشخاص الذين يبحثون عن وسائل البقاء على قيد الحياة. تبرعكم وتلبيتكم لنداء الإغاثة الإسلامية العاجل في شرق أفريقيا الآن يساعدنا في إنقاذ الأرواح.
وفقًا للأمم المتحدة، أُجبر 271,000 شخص مؤخرًأ في الصومال على ترك منازلهم في محاولة يائسة للوصول إلى الغذاء والماء والمراعي، مما يعرضهم للعديد من المخاطر المروعة، أهمها و ليس جميعها : العنف، تفشي الأمراض بسبب قلة النظافة و صعوبة الوصول إلى مرافق الصرف الصحي.
لا يُتوقع هطول الأمطار في الصومال خلال الفترة الحالية، لكن ملايين الأشخاص يعيشون بالفعل ظروف قاسية وسط نقص وسائلهم الأساسية للبقاء على قيد الحياة ولا يمكنهم الانتظار أكثر من ذلك.
تعمل فرق الإغاثة الإسلامية من أرض الميدان في الصومال منذ أكثر من 15 عامًا بجانب كينيا وأثيوبيا، فتعمل على توفير حلول مستدامة وآليات استجابة للجفاف الذي يضرب المناطق كل حين، حيث توفر الآبار والسدود الصغيرة وأنظمة الري الجديدة التي تمكن من الإبقاء على إنتاج المحاصيل لفترة أطول، وبالرغم من كل تلك الجهود على مدار الأعوام الماضية إلا أن تلك المجتمعات لا تملك الوقت للتعافي من الكارثة التي أصابتها حتى تصاب بكارثة أخرى جديدة، توالي و شدة حالات الجفاف التي تصيب تلك المناطق كل حين تجعل تلك المجتمعات غير قادرة على الصمود بمفردها.
لهذا السبب تحتاج الإغاثة الإسلامية إلى مساعدتك ودعمك العاجل لتقديم العون الذي يحتاجه هؤلاء الأشخاص للبقاء على قيد الحياة، من توفير مساعدات عاجلة مثل الغذاء والمأوى والمياه.
في أكثر من 40 دولةً حول العالم، نكونُ بدعمكم سبباً للاستجابة العاجلة للمحتاجين في مناطق النزاع والكوارث حول العالم، لا نستجيب فقط، بل نضمن عدم تكرارها مرة أخرى. نؤهل المجتمع المحلي للاستجابة بشكل أفضل وأكثر علمية، نطور من البنى التحتية للمجتعات الفقيرة ليواجهوا الفيضانات ونقدم لهم حلولاً مبتكرة ليحفظوا محاصيلهم، نبني بيوتاً مضادة للزلازل في الفلبين، نوفر النور وأبسط مقومات الكهرباء للمسلمين في إقليم قانسو بالصين. ندعم أحلام أطفال البوسنة. ندافع عن حقوقهم عبر حملات المناصرة لكي لا يحدث أذىً لإنسانٍ على الأرض، ولتتعلم الإنسانية من أخطاء الماضي. نقف على أعتاب اللجوء، ندافع عن أحلام اللاجئين، نعيد تأهيل المتضررين ونوفر فرص عملٍ للنازحين والفقراء حول العالم.