تتموضع ألبانيا في نطاق زلزالي نشط على امتداد حزام الزلازل في منطقة البحر الأبيض المتوسط، مما يعرضها لهزات أرضية متكررة تهدد استقرار حياة سكانها. ورغم تصنيف ألبانيا دولةً ذات دخل يفوق المتوسط، فإنها لا تزال من بين أفقر دول أوروبا، وتكافح لمواجهة تحديات إنسانية جسيمة.

الوضع الإنساني والتحديات:

يتراوح معدل النشاط الزلزالي السنوي في ألبانيا بين ثلاث إلى خمس هزات أرضية محسوسة، مما يضعها في مصاف الدول الأوروبية الأكثر تعرضًا للزلازل. هذا الواقع يزيد من تفاقم الأوضاع الإنسانية نتيجة للكوارث الطبيعية التي تضرب البلاد، حيث تتسبب الزلازل في تدمير المنازل والبنية التحتية، ما يؤدي إلى نشوء أزمات إنسانية حادة، تشمل فقدان المأوى وتشريد السكان. وتشير الإحصاءات إلى أن نسبة الفقر في ألبانيا بلغت نحو 22%، ما يضاعف من معاناة المتضررين ويُعقِّد جهود الإغاثة وإعادة الإعمار.

جهود الإغاثة الإسلامية في ألبانيا:

تعمل الإغاثة الإسلامية منذ عقود على دعم المجتمعات الأكثر احتياجًا في ألبانيا، وتُنفِّذ مشاريع إنسانية متنوعة تهدف إلى التخفيف من حِدَّة الفقر وتحسين الظروف المعيشية للسكان المتضررين من الأوضاع الاقتصادية الصعبة والكوارث الطبيعية المتكررة، لا سيما الزلازل.

دعم الأسر الفقيرة والمهمشة:

أحد أهم أدوار الإغاثة الإسلامية في ألبانيا هو تقديم المساعدات العينية والمالية للأسر التي تعيش تحت خط الفقر، حيث تشمل هذه المساعدات:

  • توزيع المواد الغذائية الأساسية خلال شهر رمضان ومواسم الأعياد.
  • توفير الملابس الشتوية والبطانيات للأسر التي تعاني من برد الشتاء القارس، خاصة في المناطق الجبلية النائية.

إعادة بناء المنازل:

بعد زلزال نوفمبر 2019 المدمر الذي خلّف أضرارًا كبيرة في العديد من المناطق، أطلقت الإغاثة الإسلامية برامج لإعادة بناء المنازل المدمرة وترميم المتضررة منها، مع التركيز على الأسر التي فقدت مساكنها ولم تتمكن من تأمين بدائل دائمة.

برامج كفالة الأيتام:

تُعد كفالة الأيتام من أبرز مشاريع الإغاثة الإسلامية في ألبانيا، حيث توفر الكفالة الدعم المادي والتعليم والرعاية الصحية للأطفال الأيتام، مما يسهم في تخفيف العبء المالي عن أسرهم وتمكينهم من الحصول على التعليم وضمان مستقبل أفضل.

الرعاية الصحية:

تشمل جهود الإغاثة الإسلامية أيضًا تقديم الدعم للمرافق الصحية في المناطق الريفية والفقيرة، من خلال:

  • تقديم الأدوية والمستلزمات الطبية.
  • تنظيم حملات طبية لتوفير الرعاية الصحية المجانية للسكان الأكثر احتياجًا.

التنمية المستدامة وتمكين المجتمع:

تعمل الإغاثة الإسلامية على تنفيذ مشاريع تنموية طويلة الأمد تهدف إلى تمكين المجتمعات المحلية في ألبانيا من تحقيق الاكتفاء الذاتي، ومن أبرز هذه المشاريع:

  • برامج التدريب المهني للشباب والنساء لتعزيز فرصهم في سوق العمل.
  • دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، مثل الزراعة وتربية المواشي، لتحسين دخل الأسر في المناطق الريفية.

التعامل مع الكوارث:

نظرًا لوقوع ألبانيا في منطقة زلزالية نشطة، تهتم الإغاثة الإسلامية بالاستجابة السريعة للكوارث الطبيعية عبر:

  • توفير مواد الإغاثة الطارئة، مثل الخيام والمياه والغذاء للنازحين.
  • تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمتضررين من الكوارث، خاصة الأطفال.

أثر الجهود الإنسانية في ألبانيا

أسهمت الإغاثة الإسلامية في تحسين الظروف المعيشية لآلاف الأسر الألبانية من خلال تدخلاتها السريعة والمستمرة، ما جعلها شريكًا حيويًّا في مواجهة التحديات الإنسانية في البلاد. ولا تزال الإغاثة الإسلامية تواصل جهودها في ألبانيا، مركزةً على تحقيق التنمية المستدامة وبناء مجتمعات أكثر قدرة على مواجهة الأزمات.

قصة ملهمة

بإحدى القرى النائية في ألبانيا، تعيش زادة وأبناؤها جوبتيل وصموئيل في فقرٍ مدقع، خاصة بعد وفاة زوجها الذي لم يترك لهم أي شيءٍ يُعينهم على أعباء الحياة سوى بقرة وخمس دجاجات. 

مشكلات زادة اليومية لا تتوقف على توفير الطعام لأطفالها، لأن منزلها قديم ومتهالك، وليس به دورة مياه صحية، ولا تصل إليه المياه، ولا يتوافر بداخله مطبخ مُعَدٌّ وآمن للطهي

ألبانيا

“الأمر لا يقتصر فقط على نقص المال والطعام، فنحن نواجه المزيد من المشكلات كل يوم”. تقول زادة بحزن بالغ إنها تواجه تحديات يومية لكي تظل على قيد الحياة هي وأطفالها. 

لا يتعدى الدخل الشهري لزادة 57 دولارًا، 30 منهم تحصل عليهم من الإعانات الحكومية، و27 دولارًا آخرين تستطيع توفيرهم من بيع الحليب والجبن والبيض.

لكن وضع أسرة زادة يزداد سوءًا مع حلول فصل الشتاء، إذ يكون البرد قارسا، بينما لا تملك زادة مدفأة أو بطاطين ثقيلة تجعلها وأبناءها يشعرون بالدفء. 

بالإضافة إلى الفقر المدقع، تحتاج زادة إلى 14 دولارا لعلاج عمودها الفقري وضغط الدم المرتفع، لكنها لا تمتلك هذا القدر من المال، كما أنها تقطع مسافات طويلة للوصول إلى الوحدة الصحية لأن قريتها لا توجد فيها وحدة مماثلة. 

“الآن، بفضل الله ثم الإغاثة الإسلامية، لدينا مركز صحي في قريتنا، ونشعر بمزيد من الأمان عندما نعاني من مشكلة صحية”. تشكر زادة الإغاثة الإسلامية التي خفَّفت عنها معاناة الذهاب إلى المركز الصحي. 

كما أن حياة عائلة زادة تغيَّرت إلى الأفضل عندما صارت تتلقى المساعدات الغذائية من الإغاثة الإسلامية، خاصة في رمضان وعيد الأضحى المبارك من خلال مشروع الأضاحي. 

 

تُضيف زادة: “شراء الطعام باهظ الثمن على عائلتي، أشكر الله ثم الإغاثة الإسلامية على آخر توزيع للطرود الغذائية في رمضان وعيد الأضحى المبارك”. وتوضِّح زادة بنبرة يملؤها الامتنان: “كانت هذه المساعدات رائعة بالنسبة لي، وخاصة لأولادي الذين يطلبون دائما شراء الطعام لكنني لا أملك المال الكافي لذلك، فنحن نأكل فقط المنتجات التي نصنعها بأنفسنا”.

جميع الحقوق محفوظة لمنظمة الإغاثة الإسلامية عبر العالم 2025 ©
الإغاثة الإسلامية عبر العالم منظمة خيرية دولية غير حكومية مسجلة فى المملكة المتحدة برقم : 328158 328158