انعكست آثار انتشار جائحة كورونا في نيبال على حياة ملايين المواطنين، حيث فقد العديد من العاملين وظائفهم بشكلٍ دائم، نيبال التي تعاني بالأساس من الزلازل والفيضانات المتكررة الناتجة عن التغيُّرات المناخية، ومن ارتفاع معدلات الفقر على المدى الطويل، باتت الحياة فيها تواجه تحديات قاسية.

الوضع الإنساني و الاحتياجات

تواجه نيبال تحديات إنسانية كبيرة تؤثر على فئات واسعة من السكان، حيث يعيش 17.4% من السكان تحت خط الفقر، مما يجعل تأمين احتياجاتهم الأساسية من الغذاء والمأوى والرعاية الصحية أمرًا بالغ الصعوبة. الأطفال هم الأكثر تأثرًا بهذه الظروف، إذ يعاني 8.3% منهم من الهزال وسوء التغذية الحاد، مما يهدد نموهم وصحتهم المستقبلية. وتفاقمت الاضطرابات في البلاد بسبب بطء خلق فرص العمل المحلية، وشدة التعرُّض للكوارث الطبيعية، بما في ذلك تغيُّر المناخ. هذه الإحصائيات تسلط الضوء على الحاجة المُلِحّة إلى تعزيز الدعم الإنساني والمبادرات التنموية لتحسين حياة المجتمعات الأكثر ضعفًا في نيبال.

نيبال

قصة ملهمة

لم تستطع صاديكشا آرون وشقيقها النوم في تلك الليلة، بينما تتساقط عليهما قطرات المطر التي تتسرَّب من سقف الغرفة التي يعيشون فيها في أحد الملاجئ المؤقتة بمنطقة نواكوت بعدما دمَّر الزلزال منزلهم.

تواجه صاديشكا وعائلتها مشكلة يومية خلال الليل، حيث تصبح الغرفة مبللة وباردة جدًّا، بينما لم يستطع آرون أن يشتري ملابس ثقيلة لعائلته أو الحفاظ على سقف الغرفة، لأنه لا يمتلك أي مدخرات لتوفير احتياجات موسم الرياح.

كل يومٍ، تحلم صاديكشا أن تذهب إلى مدرستها، لكنها لا تمتلك حذاءً مناسبًا ولا ملابس ثقيلة أو مظلة تقيها الأمطار، وفي الوقت ذاته لا يمكنها هي وأخوها البالغ من العمر 6 سنوات البقاء في المنزل لأنه يكون مبللًا بالكامل أثناء هطول الأمطار.

لم يمتلك آرون الذي يعمل مزارعًا وزوجته سوميترا سوى القليل جدًّا من المال، كان بالكاد يكفي الطعام وصيانة سقف المنزل، لذلك كانا يشعران بالعجز والألم عندما ترك أطفالهما المدرسة خلال موسم الرياح.

لكن الإغاثة الإسلامية تدخَّلت في الوقت المناسب وأنقذت أسرة صاديكشا، إذ وفَّرت لهم القماش المشمع ليضعوه على الأسطح، وبطانيات وأحذية ومعاطف واقية من الأمطار ضمن 240 أسرة متضررة في المنطقة ذاتها.

“أحب المعطف والحذاء الجديد، يمكنني الآن الذهاب إلى المدرسة”. بفرحة بالغة تقول صاديكشا التي تستطيع أخيرًا مطاردة حلمها، إذ تريد أن تصبح معلمة عندما تكبر.

جميع الحقوق محفوظة لمنظمة الإغاثة الإسلامية عبر العالم 2025 ©
الإغاثة الإسلامية عبر العالم منظمة خيرية دولية غير حكومية مسجلة فى المملكة المتحدة برقم : 328158 328158