حين تقترب العشر الأواخر من رمضان، تهفو القلوب إلى رحمة الله، وترتفع الأكف إلى السماء، تلهج بالدعاء والرجاء، طمعًا في مغفرته ورضوانه، ففي هذه الليالي المباركة، التي تحوي ليلة القدر، يُكتب الأجر وتتنزل الرحمات، كما قال تعالى: ﴿تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ﴾ (القدر: 4).
وقد كان النبي ﷺ يعتكف فيها، ويجتهد في العبادة والدعاء أكثر من أي وقت آخر، قائلًا: “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني” (رواه الترمذي)، فهي ليالٍ ينبغي أن نستثمرها في أصدق المناجاة، وأخلص أدعية العشر الأواخر من رمضان، لعلها تكون سببًا في غفران الذنوب، وتبديل الأقدار، وقبول الأعمال.
العشر الأواخر من رمضان هي أعظم ليالي الشهر الفضيل، وهي الأيام التي كان النبي ﷺ يجتهد فيها بصورة خاصة في العبادة، اعتكافًا وقيامًا ودعاءً، طلبًا لمرضاة الله، وابتغاءً لليلة القدر التي قال عنها سبحانه: ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾ (القدر: 3).
وتبدأ العشر الأواخر من رمضان من ليلة الحادي والعشرين، وتنتهي بآخر ليلة من الشهر، سواء كان رمضان 29 يومًا أو 30 يومًا، أي إنها تبدأ بعد غروب شمس يوم 20 رمضان، وتستمر حتى آخر ليلة قبل العيد، ويُتقبل الدعاء في العشر الأواخر.
إنها أيامٌ مباركة، وأعظم فرصة للفوز بالمغفرة والعتق من النار، فلنجعلها محطات للعبادة والدعاء الصادق.
العشر الأواخر من رمضان هي أعظم ليالي العام، فهي أيام العتق من النار، ومضاعفة الأجور، وطلب الرحمة والمغفرة، وقد كان النبي ﷺ فيها يجتهد في العبادة أكثر من أي وقت آخر، كما جاء في الحديث: “كان رسول الله ﷺ يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره” (رواه مسلم).
ومن فضائل العشر الأواخر:
أدعية العشر الأواخر من رمضان من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله، فالدعاء سلاح المؤمن، وسبب الفرج، ومفتاح الرحمة، لا سيما في هذه الأيام المباركة التي يتنزل فيها الخير والبركة، ومن فضل الدعاء في العشر الأواخر:
فلنغتنم هذه الليالي المباركة، ولنُكثر من دعاء العشر الأواخر من رمضان لأنفسنا وأهلينا وأمتنا، لعلها تكون ساعة استجابة تغيّر أقدارنا للأفضل بإذن الله.
في العشر الأواخر من رمضان، تتضاعف البركات، وتُفتح أبواب الرحمة، ويُكثِر المسلمون من الدعاء طلبًا لمغفرة الذنوب، ونيل العتق من النار، والفوز بليلة القدر.
مع وداع رمضان، تفيض القلوب بالحزن على فراق هذا الشهر المبارك، وترتفع الأكف بالدعاء أن يكون القبول هو الختام، وأن نكون من عتقائه من النار، فليكن دعاء آخر يوم رمضان:
“اللهم لا تجعل هذا آخر عهدنا برمضان، وبلغنا رمضان أعوامًا عديدة وأزمنة مديدة، واجعلنا فيه من المقبولين الفائزين، اللهم أعده علينا ونحن في أحسن حال، وأنت راضٍ عنا غير غضبان، اللهم اختم لنا شهرنا برضوانك، والعتق من نيرانك، والفوز بجناتك، وتقبل صيامنا وقيامنا، واغفر لنا ولوالدينا وأحبابنا، واكتبنا من السعداء الفائزين برحمتك يا أرحم الراحمين”.
ليلة القدر هي أعظم ليالي العام، ليلة مباركة تُرفع فيها الأعمال، ويُستجاب فيها الدعاء، لذا علينا أن نكثر من التضرع إلى الله في هذه الليلة العظيمة، ومن أدعية نهاية رمضان:
“اللهم إن كانت هذه ليلة القدر، فاجعلنا فيها من السعداء، اللهم اغفر لنا ما تقدم من ذنوبنا وما تأخر، وارزقنا حُسن الخاتمة، واجعلنا من عبادك الذين تُحبهم وترضى عنهم”.
“اللهم ارزقنا فيها قلوبًا نقية، وأرواحًا طاهرة، وأعمارًا مديدة في طاعتك”.
“اللهم اجعل لنا من لدنك نورًا يضيء دروبنا، ووفقنا إلى ما تحب وترضى، وبارك لنا في حياتنا وأعمالنا وأهلينا، اللهم لا تحرمنا شفاعة نبيك، ولا لذة النظر إلى وجهك الكريم، برحمتك يا أرحم الراحمين”.
“اللهم ارزقني فضل ليلة القدر، وفضل قيام ليلة القدر، اللهم سهل أموري من العسر إلى اليسر، اللهم اغفر لي ذنبي وتجاوز عن سيئاتي، وارزقني من خير الدنيا ونعيم الآخرة”.
“يا رب، اجعل أعمالي الصالحة خاتمة حياتي، وأفضل أيامي يوم لقائك، واغفر لي ما مضى، وأصلح لي ما تبقى”.
ليلة القدر هي أعظم ليلة في السنة، ليلة تتنزل فيها الملائكة بالرحمة والبركة، ويُستجاب فيها الدعاء لمَن أخلص قلبه وتوجه إلى الله بصدق، وقد أخبرنا الله عز وجل عن عظمتها بقوله: ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾ (القدر: 3)، ومن فضائل ليلة القدر:
لهذا، يجب علينا أن نغتنم هذه الليلة المباركة بكثرة الدعاء، والتضرع إلى الله، وطلب المغفرة والرحمة، عسى أن نكون من الفائزين برضوانه وجنته.
احرص على أدعية العشر الأواخر من رمضان، ففيها تتضاعف النفحات الإيمانية، وتُفتح أبواب الرحمة والمغفرة، فليكن لساننا رطبًا بذكر الله، وقلوبنا خاشعة متضرعة، سائلين المولى عز وجل أن يجعلنا من عتقائه من النار، وأن يكتب لنا القبول في الدنيا والآخرة.