منذ ديسمبر المنصرم، تمر سوريا بمرحلة تغيرات جذرية، ومع ذلك لا يزال شعبها يعاني واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. فما زال الملايين مشردين، فيحتاج قرابة 15 مليون شخص إلى المساعدات الإنسانية للحصول على مقومات الحياة البسيطة والبقاء على قيدها. ومع اقتراب شهر رمضان المبارك فإن الحاجة والقلق في ازدياد. رمضان هذا العام بصيصُ أملٍ جديد لسوريا، كيف؟!
أم محمد، البالغة من العمر 46 عامًا، تعيش في مخيم تل إسكندر شمال غرب إدلب مع أطفالها الأربعة، لم يعد لهم معيل بعد أن فقدت زوجها، فأصبحت تعتمد بشكل كامل على المساعدات الإنسانية. تصف حالتها قائلة: “نحن نعيش في فقر مدقع، فلا نستطيع تحمل نفقات الدواء أو حتى شراء المواد الغذائية الأساسية. ليس لدينا دخل ثابت يمكننا الاعتماد عليه.”
تواجه العائلات في مخيم تل إسكندر ظروفًا قاسية، حيث تعاني من نقص الغذاء وندرة فرص العمل. وعلى الرغم من أن ابنتي أم محمد استطاعتا الحصول على وظائف في أحد المصانع، إلا أن دخلهما لا يكفي لتوفير الطعام لعائلة مكونة من خمسة أفراد. تتحدث أم محمد بحنين عن رمضان الماضي: “لقد اعتدنا أي يكون رمضاننا مختلف، فكنت أعد مائدة إفطار متنوعة، وعندما يعود زوجي كان يحضر معه المشروبات والحلويات. كنا نجتمع حول مائدة واحدة، وكانت الأجواء مليئة بالفرح والسعادة. لكن الآن، بعد وفاته، أعيش مع أطفالي في خيمة، بعيدًا عن التجمعات العائلية وزيارات العيد. افتقد الأجواء الرمضانية المعتادة.”
فرحة أم محمد بحصولها على طرد إفطار الصائم
في عام 2024، قدمت الإغاثة الإسلامية ما يقرب من 6,000 سلة غذائية في سوريا، الأمر الذي ساعد أكثر من 33,500 أسرة على تأمين طعامها خلال شهر رمضان. تعبر أم محمد عن امتنانها لهذه المساعدات قائلة: “لقد شعرنا بفرحة كبيرة عند استلام الطرد الغذائي، فهي تكفينا طوال شهر رمضان، حيث تحتوي على الحبوب، والزيوت، والسمن، والسكر، والدقيق.” لن أضطر للقلق حول ماذا سنفطر وماذا سنتسحر، لقد زيح هذا الهم عن كاهلي”
أم محمد تتفقد طرد إفطار الصائم الذي حصلت عليه بتبرعاتكم
تسعى الإغاثة الإسلامية سنويًا لدعم الأسر الفقيرة مثل أسرة أم محمد في جميع أنحاء العالم، لضمان حصولهم على الغذاء الكافي خلال هذا الشهر الفضيل. هذا العام نستهدف 33 دولة من الأشد حاجة في اليمن وغزة والسودان وسوريا ولبنان وغيرهم. تبرعكم سيخفف عنهم مرارة الفقر والنزوح والجوع وسيدعمهم بالحصول على وجبات غذائية صحية تعينهم على تحمل أيام الصيام.