طارق ريان، أحد العاملين في الإغاثة الإنسانية في غزة مع الإغاثة الإسلامية، يشهد بنفسه كيف أن دعم المتبرعين السخي يمنح الأمل للعائلات الفلسطينية التي تعاني تحت وطأة الأزمات.
رمضان في غزة.. تحديات غير مسبوقة!
لطالما كنت جزءًا من فرق توزيع الطرود الغذائية وقسائم المساعدات والوجبات الساخنة للصائمين في غزة خلال شهر رمضان. أصبح هذا العمل الإنساني جزءًا لا يتجزأ من حياتي، ليس فقط لأنه يساعد المحتاجين، بل لأنه يمنحني سعادة لا توصف عندما أرى الابتسامات تُضيء وجوه الأطفال والنساء والعائلات التي تحصل على المساعدات.
نبدأ التحضيرات كل عام في شهر شعبان، حيث نقوم بتقييم احتياجات الصائمين، وتحليل الأسواق، وتنظيم عملية التوزيع وفقًا للظروف الميدانية. كان هذا الإجراء جزءًا من عملنا السنوي، ولكن رمضان 2024 كان مختلفًا تمامًا.
مع بداية رمضان العام الماضي، كانت غزة تعاني من القصف العنيف والحصار الخانق. كان الدمار يحيط بكل مكان، وصوت الغارات الجوية لا يتوقف، وتدمير المنازل لا يرحم أحدًا. وسط هذا الواقع المأساوي، كان الصائمون يواجهون معاناة أكبر من أي وقت مضى.
العائلات النازحة لم تكن تعرف إلى أين تذهب، والجوع والعطش كانا يلاحقان الجميع. الأطفال، بعيونهم البريئة، تساءلوا كيف سيحصلون على وجبة وسط كل هذه الفوضى. النساء وكبار السن لم يكن لديهم أي فكرة عن كيفية تأمين وجبة إفطار أو سحور أو حتى الحصول على مياه نظيفة.