معاناة الشتاء القارس في سوريا، قصص وتحديات إنسانية
يمتد فصل الشتاء في سوريا لأربعة أشهر أو أكثر، حيث تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، مما يزيد من معاناة العائلات النازحة التي تعيش في ملاجئ مؤقتة وخيام بالية.
واقع الشتاء لأم محمد
تعيش أم محمد في ريف حماة غرب سوريا. فمنذ عام 2015، تعيش مشردة في الخيام وتُضطر للانتقال كل ثلاث أو أربع سنوات، مما جعلها تختبر معاناة الشتاء مرارًا وتكرارًا. نظرًا لعدم قدرة عائلة أم محمد على تحمل تكلفة تدفئة الغاز، تضطر عائلتها، مثل العديد من الأسر الأخرى، إلى جمع النايلون لحرقه للحصول على بعض الدفء، رغم أن ذلك يؤدي إلى انبعاث أبخرة سامة كما بإمكانها أن تسبب حروقًا شديدة.. تخبرنا أم محمد: “يمكنني الحديث عن بعض معاناتنا التي نعيشها كأسرة على مدار عشر سنوات، أما البعض الآخر فيبقى في القلب دون أن يُعبَّر عنه.”

أسرة أم محمد تلتف حول المدفأة أملًا في الحصول على الدفء
الشتاء، تحديات اقتصادية وصحية خانقة
يُدفع العاملون في الظروف الصعبة أجورًا زهيدة بالكاد تتجاوز 10 ليرات سورية في الساعة، وهو مبلغ لا يكفي حتى لشراء رغيف خبز، ناهيك عن توفير مستلزمات الشتاء من تدفئة والاحتياجات الأساسية الأخرى.فالمعاناة لا تقتصر على البرد فقط بل انتشار الأمراض وسوء التغذية والمأوى المتهالك والنظافة المحدودة وضعف المناعة وتلوث المياه وندرة المياه النقية، كلها تزيد من قسوة فصل الشتاء عليهم.
تخبرنا أم محمد بحزن: “لقد نسينا طعم زيت الزيتون، لم نعد نستطيع شراء ثمار الصيف أو الشتاء، يشتهي الأطفال الطعام، ونحن أيضًا. نعيش حياةً بلا طعم، من المفترض أن تكون الخيام ملاذًا مؤقتًا لعدة شتاءات قاسية لكنها أصبحت بالية، رثّة لا تصد الأمطار ولا تقاوم الرياح القوية”
تستذكر أم محمد ليلة عصيبة عاشتها الشتاء الماضي حين اجتاحت عاصفة قوية المخيم فتقول:
لقد “طارت الخيمة فوق رؤوسنا، وكان الأطفال يبكون ويصرخون. وعندما حل الصباح، لم نصدق ما حدث. لقد كان سقف خيمتنا يحتوي على صفائح عازلة، لكن حين مرض ابني اضطررت لبيع تلك الصفائح لأغطي تكلفة علاجه، للأسف لا أستطيع العمل لأسُدّ احتياجاتنا، صحتي المتدهورة منعتني من ذلك. في النهاية بتنا لا نطالب بمنزل، نريد فقط خيمة تقينا من البرد”

أم محمد تحاول إحكام إغلاق خيمتها حتى لا تسمح للرياح بالدخول عليهم
كيف يمكنك دعم العائلات السورية هذا الشتاء؟
من خلال برنامج الشتاء السنوي الذي تنفذه الإغاثة الإسلامية كل شتاء، فإنها توفر البطانيات، والطعام، والوقود، والملابس الدافئة للعائلات المحتاجة. ففي الشتاء الماضي، تم تقديم المساعدات الأساسية لـ 475,500 شخص في 18 دولة، مما ساعدهم على تجاوز الظروف القاسية. هذا العام نسعى للوصول لعدد أكبر من المستفيدين في الدول الأشد حاجة. بتبرعكم نستطيع أن نقدم المزيد.
بادر بالتبرع الآن.