إغاثة غزة، شعور لا بد أنه راود ضمير كل إنسان حي، فما يحدث في قطاع غزة لا يمكن وصفه، وما يبث إلى العالم هو كارثة حقيقية لا يتخيلها عقل، فكيف هو الأمر في الواقع؟ وكيف يستطيع أهل غزة الصمود والنجاة؟!
21/ مايو/2025
تدهور حاد في الأوضاع الإنسانية يشهده قطاع غزة خلال الشهرين الماضيين وعلى مدار 70 يومًا تقريبًا، خاصة مع فشل الهدنة في 18 من مارس/آذار الماضي، مما تسبب في عودة النزوح بوتيرة عالية، حيث عاود قرابة 400 ألف شخص النزوح بحثًا عن ملاذ آمن يلجؤون إليه. جلهم بحاجة عاجلة إلى مساعدات إنسانية.
– وقد حذرت العديد من المنظمات الأممية المعنية بالشؤون الإنسانية في بيان مشترك لها من خطورة وتردي الوضع الإنساني هناك، حيث يعاني أكثر من 2.1 مليون شخص من الحصار والجوع والقصف في ظل انتظار للمساعدات على المعابر.
– وضع الغذاء في القطاع: وفقًا لتقارير رسمية فإن منع دخول المساعدات الغذائية منذ 11 أسبوعًا جعل 91% من سكان غزة يعانون من انعدام للأمن الغذائي، يقترب نصف مليون إنسان هناك من المرحلة الخامسة (مرحلة الكارثة) منه. بينما يجد مليون آخرين بالكاد ما يسد جوعهم.
مأساة تركت عشرات الآلاف من الأمهات والأطفال بحاجة حقيقية لعلاج عاجل من سوء التغذية الحاد.
واحد من مظاهر هذا الوضع الخطير تجلت في إجبار 25 مخبزًا على الإغلاق تمامًا بسبب الشح في الدقيق والوقود، كما أغلقت العديد من المطابخ الخيرية أبوابها بسبب عدم قدرتها على تقديم الطعام لأهالي القطاع. يحدث هذا في ظل شح واضح للسلع الغذائية الأساسية وارتفاع أسعار المتوفر منها إلى نسب تصل إلى 400%، وتدمير شبه كامل لمقدرات القطاع من محاصيل وأراضي زراعية.
يكفي أن تعلم أن هناك 52 طفلًا قد فارقوا الحياة بالفعل لأنهم لم يجدوا الطعام الذي يسد جوعهم
أما عن النظام الصحي المتدهور بالفعل فهو بدوره يرزح تحت وطأة الضغوطات الهائلة، إذ باتت الإمدادات الطبية الأساسية ومستلزمات التخدير واللقاحات ووحدات الدم تنفد بسرعة، وبات رصيد 59% من الأدوية الأساسية صفرًا.
– عدم توفر الوقود وانقطاع الكهرباء بصورة مستمرة أثر بشدة كذلك على محطة تحلية المياه. حيث انخفض بشدة إنتاج المياه النقية وباتت تنتج 10 % فقط من طاقتها، مما يجعل 90% من السكان الآن بحاجة إلى المياه النظيفة دون قدرة على الوصول لأقل القليل منها.
– بعد مرور أكثر من 19 شهرًا على الأزمة الإنسانية الكبيرة في قطاع غزة، ارتفع إجمالي مَن فقدوا حياتهم إلى أكثر من 53 ألف شخص، في حين أُصيب أكثر من 121 ألف آخرين، في ظل تدمير شبه كامل لمعظم مناطق القطاع
منذ بداية الأزمة في أكتوبر 2023 ومن خلال تبرعاتكم السخية، كثفت الإغاثة الإسلامية جهودها في اتجاهات عدة:
في مقدمتها توفير الطعام بصور مختلفة:
2- توفير المياه النظيفة:
وصلت عربات المياه النظيفة إلى أكثر من 936 ألف شخص حتى الآن، حيث تصل المياه يوميًّا إلى ما يقارب 600 ألف شخص.
3- توفير الأغطية والملابس بما يقارب 70 ألف قطعة.
4- تقديم الدعم النفسي للأطفال:
ويشمل هذا زيادة عدد الأطفال الأيتام المكفولين ضمن برنامجنا لكفالة الأيتام، حيث وصل عددهم إلى 17,775 طفلًا حتى الآن، بالإضافة إلى تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لأكثر من 100 ألف طفل في مخيمات النزوح.
5- في مجال الرعاية الصحية:
وما زلنا نحلم بتقديم المزيد، أهل غزة الآن بحاجة إلى دعمكم ومساندتكم أكثر من ذي قبل! فقد عاد إليهم الخوف بعد الشعور بالأمان، والخذلان بعدما ملأهم الأمل ليعودوا إلى منازلهم وحياتهم الطبيعية، عادوا مرة أخرى للنزوح، ولفراق عوائلهم.
كن أنت أملهم، وقدم لهم أقصى ما تستطيعه، ولا تستصغر خيرًا مهما كان.
قال رسول الله ﷺ: “مَن فرّج عن مسلم كربة فرّج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة”.
وقال أيضًا ﷺ: “مَن أغاث ملهوفًا كتب الله له ثلاثًا وسبعين مغفرة، واحدة منها صلاح أمره كله، واثنتان وسبعون له درجات يوم القيامة”.
نشكر ثقتكم الكبيرة بالإغاثة الإسلامية، فبفضل دعمكم العاجل والدائم تتمكن الإغاثة الإسلامية من تقديم الإغاثة العاجلة والمساعدة لأهل غزة. نحن نعمل بفضل الله منذ عام 1997 في الأراضي الفلسطينية، بصفتنا أول منظمة إنسانية إسلامية دولية تعمل في قطاع غزة. كما كانت الإغاثة الإسلامية إحدى المؤسسات القليلة التي عملت في الميدان أثناء حروب عام 2008 و2012 و2014 و2021 و2023، وساهمت في دعم القطاع بمشاريع إعادة الإعمار والرعاية الصحية والمشاريع التعليمية، بالإضافة إلى المشاريع طويلة الأمد التي تستهدف استدامة تحسين المستوى المعيشي لأهل غزة وإعادة بناء حياتهم.
زكاتك وتبرعاتك بصيص أمل لآلاف الأسر المنهكة في غزة.