تهنئة من أسرة الإغاثة الإسلامية بمناسبة عيد الفطر السعيد

كلمة المدير التنفيذي للإغاثة الإسلامية وسيم أحمد بمناسبة عيد الفطر السعيد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إخوتي وأخواتي الأعزاء

عيد الفطر مناسبة سعيدة يحتفل بها المسلمون بعد نهاية شهر رمضان المبارك، وهو شهر نسعى فيه جميعًا للتقرب من الله بالصيام والصلاة والأعمال الصالحة. لكن هذا العام، كان علينا أيضًا التمسك بوعد الله: “فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا“، في ظل ازدياد المعاناة حول العالم.

معاناة غزة خلال رمضان

عاشت العائلات الفلسطينية في غزة رمضان مليئًا بالخوف والمعاناة. في بداية الشهر الكريم، كانت معظم المناطق مدمرة، حيث اضطر 1.6 مليون فلسطيني للعيش في ملاجئ مؤقتة وسط أمل ضعيف في استمرار وقف إطلاق النار الهش. ومع ذلك، ازدادت الأوضاع سوءًا عندما استُؤنفت العمليات العسكرية، وقُطِعَت الإمدادات الأساسية مثل الطعام والدواء، وأُغلقت المخابز بسبب انقطاع الكهرباء والمياه.

تصاعدت الأزمة بشكل مأساوي مع انهيار الهدنة، مما أدى إلى وقوع آلاف الضحايا، معظمهم من المدنيين، بما في ذلك الأطفال وكبار السن والنساء. مع استمرار تدمير البنية التحتية الطبية في غزة، بات من المستحيل تقديم الرعاية الصحية العاجلة لمَن هم في أمس الحاجة إليها. اليوم، تجاوز عدد الضحايا في غزة 50,000 شخص.

السيد وسيم أحمد يشارك في تجهيز الطرود الغذائية الرمضانية المتوجهة من جمهورية مصر العربية إلى قطاع غزة

الوضع المتدهور في السودان

لم تكن غزة وحدها التي عانت خلال رمضان، ففي السودان، تستمر الحرب في عامها الثاني، مُخلِّفةً واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. نزح بسببها أكثر من 10 ملايين شخص، وسط تقارير مروعة عن جرائم الحرب والمجازر بحق المدنيين.

خلال رمضان، عمل موظفو الإغاثة الإسلامية بلا كلل لإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة. ومع ذلك، كان الخطر شديدًا، وبكل أسفٍ ننعى لكم فقدَ أحد أقدم موظفينا في السودان، عز الدين محمد جمعة، حياته أثناء محاولته حماية عائلته من هجوم مسلح على منزله في الخرطوم.

الإغاثة الإسلامية تقوم بتوزيع هدايا العيد على الاطفال النازحين في بورتسودان

الإغاثة الإسلامية حيث ننشر الأمل والمساعدة

في ظل هذه الظروف المؤلمة، أتوجه بأسمى آيات الشكر لطاقم الإغاثة الإسلامية الرائع، والمتبرعين، والشركاء، الذين وقفوا بجانب المحتاجين في رمضان. جزاكم الله خيرًا على دعمكم لنداء رمضان، حيث ساعدت تبرعاتكم في توفير الغذاء لمليون شخص محتاج في 32 دولة.

وكما عبَّر زميلي طارق ريّان في تقريره المؤثر عن توزيع المساعدات في غزة، فإن هذه المساعدات لم تكن مجرد غذاء، بل كانت رسالة أمل للناس الذين يعيشون تحت الحصار، مفادها أن هناك مَن يهتم بهم في جميع أنحاء العالم، وأن الأمل لا يزال موجودًا.

عيد الفطر فرصة لمشاركة الفرح والأمل

بفضل دعمكم، ستواصل الإغاثة الإسلامية جهودها لإنهاء المعاناة وإدخال السرور إلى قلوب المحتاجين، من خلال برنامج هدايا العيد، الذي يوفر ملابس جديدة، وحلوى، وحقائب مدرسية لعشرات الآلاف من الأطفال المحتاجين.

وفي هذا العيد المبارك، بينما نحتفل مع أهلنا وأصدقائنا، ندعوكم للانضمام إلينا بالدعاء من أجل أهل غزة، والسودان، وسائر بقاع الأرض حيث يعاني الناس. اللهم الطف بهم، واحفظهم، وفرّج كربهم!