بعد أكثر من عامين على اندلاع النزاع في السودان، بات الملايين من أهل السودان مشردين بلا مأوى، قصصهم تقشعر لها الأبدان، وحالهم يُرثى له، إليك قصة أبي بكر!
بعد أكثر من عامين على اندلاع النزاع في السودان، بات الملايين من أهل السودان مشردين بلا مأوى، قصصهم تقشعر لها الأبدان، وحالهم يُرثى له، إليك قصة أبي بكر!
منذ أكثر من عامين، اندلع نزاعٌ في السودان مزّق أوصال البلاد، وألقى بالملايين من المدنيين في دوامة النزوح والفقر والمعاناة، أحد هؤلاء هو “أبو بكر”، الذي اعتاد أن يعمل مزارعًا. يبلغ أبو بكر من العمر 43 عامًا، وللأسف مع بداية النزاع فقد أرضه ومحصوله وكل ما يملكه، ولا يزال يأمل العودة إلى حياة كريمة في وطنه. يخبرنا أبو بكر: “خسرنا كل شيء في لحظة، كنت أملك أرضًا من 15 فدانًا أزرع فيها الفلفل والنعناع والبصل وشتى المحاصيل، اعتدت أن أعيش بكرامة، فكنت أعول أسرتي ونحيا حياةً كريمة. لكن بعد تصاعد النزاع، اقتحم المسلحون القرية واعتدوا عليّ وعلى الأهالي، واستولوا على أراضينا ومحاصيلنا وآليات الزراعة، لقد تعرضنا للضرب والتعذيب، وأخبرونا في النهاية أن الأرض أصبحت ملكهم، وطردونا منها ولم يتركوا لنا شيئًا. هربت بأسرتي إلى ولاية القضارف في رحلةٍ محفوفة بالمخاطر، نزحنا في ظروفٍ صعبة، حيث استغرقت رحلتنا يومين بلا ماء أو طعام، لقد تركنا خلفنا المرضة وكبار السن إذ لم نتمكّن من حملهم وإنقاذهم“.
يكمل أبو بكر قصته والألم يعتصره: “عند وصولنا إلى القضارف، لم نجد مأوى ولا طعامًا. اضطررنا للنوم تحت الأشجار قبل أن نتمكن من نصب خيمة بسيطة بمساعدة السكان المحليين. الوضع الصحي متدهور، والمراحيض غير كافية، والأمراض تنتشر بسرعة، ورغم قسوة الوضع، أظهر بعض الأهالي تضامنًا استثنائيًّا، ففتحوا لنا منازلهم، وتقاسموا الطعام معنا ومع الأسر النازحة. كما وجدنا الإغاثة الإسلامية من أوائل المستجيبين، ووفّرت لنا الغذاء الأساسي كالأرز والعدس والزيت والسكر وغيرها، حتى الخبز أحضروه لنا من المخابز، جزاهم الله كل خير، لقد كانت هذه المساعدات لنا طوق نجاةٍ أسعفنا لفترة من الزمن”.
الصدمة النفسية لا تقل عن الألم الجسدي. يكمل أبو بكر قائلًا: “لقد انتُزِعنا من أراضينا، نعيش كلنا في حالةٍ من الحزن العميق، أشعر كأنني تحطمت، ليس لأجلي فقط، بل من أجل كل السودان، ولا أعتقد أن هناك دواء يشفي جرحَ الروح. لقد تغيّر أطفالي وباتت حالتهم النفسية سيئة، كما أن زوجتي تعاني من الخوف والقلق جراء ما عايشناه! إن ما نحتاج إليه الآن هو السلام والأمان، نحن لا نحتاج إلى الطعام فقط. أريد فرصة عمل جديدة تجعلني أعول أسرتي من جديد. نحتاج إلى تضامن العالم لا التجاهل. أتمنى أن تنتهي الحرب ونعود جميعًا إلى بيوتنا سالمين”.
يقول رسول الله ﷺ: “مَن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومَن فرّج عن مسلم كربة فرّج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة”.
يمكن للجميع أن يُسهموا في التخفيف من الأزمة الإنسانية الكبيرة في السودان، فكل تبرع ولو كان صغيرًا يُسهم في إحداث أثر كبير. تستطيع أن تمد يد العون لهم هناك، وأن تكون سببًا في دعم جهود الإغاثة في تقديم الرعاية الصحية، وتوفير الغذاء، والمياه النظيفة، والدعم للنازحين. لا تنسهم، فهم في أمسّ الحاجة إلى المساعدة!