أنواع الصدقة الجارية، حيث يوجد الكثير من الأعمال الصالحة التي يقوم بها المرء المسلم منها ما هو فرض ومنها ما هو سنة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن أفضل السنن التي حثنا عليها الرسول -صلى الله عليه وسلم- هي سنة الصدقة بسبب فضلها الكبير وثوابها العظيم عند الله -عز وجل- فهي تطهر مال العبد وتبارك فيه وفي هذا المقال سنتعرف على أنواع الصدقة المختلفة وفضلها على العباد.

•  ما هي الصدقة؟

الصدقة هي ما يتبرع به المسلم للفقراء والمحتاجين سواء كان مالا أو طعاما أو لباس بنية التقرب لله تعالى وابتغاء الثواب ومرضاة الله -عز وجل- وتعتبر الصدقة ما يخرجه المسلم من ماله سائل رضا الله عنه وأن تكون في ميزان حسناته.
(إذا مات الإنسان أنقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية، أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له). وهناك أوجه كثيرة وأنواعا متعددة للصدقة الجارية والتي سنتناولها تفصيلا في هذا المقال.

•  فضل الصدقة في الإسلام.

الصدقة من أحب الأعمال التي يمكن أن يتقرب بها العباد إلى الله -عز وجل- وفضل الصدقة في الإسلام كبير جدا وثوابها عظيم عند الله فالصدقة:

  •  تطفئ غضب الله تعالى.
  •  تحمي صاحبها من النار إذا كانت نيته خالصة لله -عز وجل-.
  •  سبب في الشفاء من الأمراض.
  •  تزيد المال وتبارك فيه، ولا تنقص منه شيئا.
  •  تكشف البلاء وتبعده عن صاحبها.
  •  تعود النفس على العطاء والبذل، وتخلص صاحبها من الشح والبخل.
  • تيسر الأمور وتفرج الكروب.
  •  تمحي الذنوب تزيل الخطايا، وتجلب الأجر والثواب.

•  أنواع الصدقة وأشكالها.

أنواع الصدقة وأشكالها متعددة حيث تنقسم الصدقة إلى:

  1. الصدقة الواجبة أو المفروضة: مثل زكاة المال وتكون فرض واجب على جميع المسلمين فهي ركن من أركان الإسلام.
  2. الصدقة النافلة: مثل التبرع إلى الفقراء والمحتاجين وتكون بنية التقرب إلى الله -عز وجل- واقتضاء بالرسول -صلى الله عليه وسلم- وتنقسم الصدقة النافلة إلى:
  3. صدقة السر: وهي مساعدة الفقراء والمحتاجين خفية دون أن يعلم بها أحد وتكون سرا بين العبد والله -عز وجل-.
  4. صدقة العلن: وهيا إخراج الصدقة في العلن والإفصاح عنها بغرض أن يقتضي الناس بصاحبها ويفعلون الخير مثله.

•  الصدقة الجارية.

الصدقة الجارية هي صدقة مستمرة وباقية وثوابها يستمر حتى عند الموت وتكون شفيعة له عند الله وتكتب في ميزان حسناته وهي التي جاءت في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إذا مات الإنسان أنقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له.

•  أنواع الصدقة الجارية.

أي عمل صالح يقوم به المرء المسلم ويكون أثره مستمرا يعتبر صدقة جارية فلا يوجد عمل محدد للصدقة الجارية وإنما الأصل أن يكون ثواب هذا العمل مستمرا حتى بعد وفاة صاحبه ومن أفضل أنواع الصدقة الجارية:

  •  زرع الأشجار.
  • سقى الماء وإنشاء وصلات مياه وحفر الآبار.
  •  بناء المساجد.
  • طباعة المصاحف وتوزيعها.

•  صدقة الماء.

تعتبر صدقة الماء من أفضل أنواع الصدقات عند الله التى يمكن أن يقوم بها المرء المسلم وقد جاء فى حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الشريف (أفضل الصدقة سقي المياه) رواه أحمد وأبو داود وبن ماجه.

وتعتبر صدقة الماء أعظم الأعمال الصالحة ويدوم أجرها إلى ما بعد الممات فالماء هو أساس الحياة ولا يستطيع أى كائن حي أن يعيش دون الماء فلا بد من أن نهتم بهذا النوع من الصدقات بسبب فضله العظيم وثوابه الكبير عند الله -عز وجل-.

•  الصدقة يوم الجمعة.

لا يوجد وقت محدد لأداء الصدقة ولكن يستحب خروج الصدقات وقت الأزمات أو وقت حاجة الناس إليها والصدقة يوم الجمعة مستحبة ولها فضل كبير بسبب فضل هذا اليوم.

فقد قال الإمام ابن القيم رحمه متحدثا عن خصائص يوم الجمعة: إن للصدقة فيه (أي يوم الجمعة) مزية عليها في سائر الأيام، والصدقة فيه بالنسبة إلى سائر أيام الأسبوع، كالصدقة في شهر رمضان بالنسبة إلى سائر الشهور وذلك فهي من الأوقات المستحبة لإخراج الصدقات.

•  الصدقة للمريض.

تعد الصدقة شفاء من الأسقام والأوجاع والأمراض، لذلك يمكننا أن نتصدق بنية طلب الشفاء للمريض فالصدقة للمريض تعتبر سبب في شفائه من أى مرض مهما كان. فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام (داووا مرضاكم بالصدقة) صححه الألباني.

•  الصدقة اليومية.

الصدقة اليومية هي أن يقوم المسلم بالتبرع والتصدق عن ماله وصحته كل يوم سواء بإخراج مبلغ من المال أو المساهمة فى أى عمل من أعمال البر والتقوى وأوجه الإحسان كثيرة يمكن للعباد التصدق في كثير منها.

وفضل الصدقة اليومية عظيم جدا فصاحبها ينال بركة دعاء الملائكة له ودعاء الملائكة مستجاب عند الله تعالى فيحقق الله -عز وجل- لصاحبها ما يتمناه إذا كان مخلصا لله بنية مساعدة الفقراء والمساكين.
حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكا تلفا متفق عليه.

•  الصدقة عن الميت.

إن العبد إذا مات يكون في أشد الحاجة إلى المزيد من الحسنات والأجر والثواب، ولا يستطيع القيام بهذا ولكن يجوز لنا أن نقوم بالصدقة عن الميت فقد منحنا ديننا الحنيف إمكانية الصدقة عن الميت.

فيجوز لنا التبرع للمساكين والمحتاجين ووهب ثوابها لمن فقدناهم ورحلوا عنا وهناك كثير من الأعمال الصالحة التي يمكن لنا التصدق من خلالها ومن أفضلها الصدقات الجارية.

وهناك أنواع الصدقة الجارية للميت ذكرها النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث رواه أنس بن مالك رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:
(سبع يجري للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته: من علم علما؛ أو كرى نهرا، أو حفر بئر، أو غرس نخل، أو بنى مسجد، أو ورث مصحف، أو ترك ولدا يستغفر له بعد موته).

● أنواع الصدقة الجارية غير المال.

الصدقة لا تكون فقط بإخراج الأموال أو التبرع بالطعام أو الشراب ولكن هناك صورا عديدة للصدقة غير المال ومن أبسط أنواع الصدقات:

  •  الكلمة الطيبة، تعتبر من أبسط أنواع الصدقات حيث قال رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- عليها ”الكلمة الطيبة صدقة”.
  •  إبعاد الأذى عن الطريق حيث قال النبي -صلى الله عليه وسلم- ”إماطة الأذى عن الطريق صدقة”.
  •  مساعدة ذوي القدرات الخاصة.
  •  مساعدة المسلم للمسلم وأن نكون عونا لبعض حيث الرسول -صلى الله عليه وسلم-”كان الله في عون العبد، ما دام العبد في عون أخيه.

● أفضل أنواع الصدقة الجارية في رمضان.

إن الصدقة في رمضان لها ثواب عظيم وكبير مختلف عن الصدقة باقي أيام السنة فشهر رمضان هو الشهر الكريم يضاعف فيه الثواب والأجر حيث يكون الفقراء والمساكين في أشد الحاجة إلى الصدقة ومن أفضل أنواع الصدقات في رمضان:

  •  المشاركة في تحضير موائد الطعام لإفطار الصائمين.
  •  القيام بتوزيع المواد الأساسية للطعام مثل السكر والزيت والأرز والتمر بنية إطعام الصائم.
  •  المشاركة في تحضير وجبات للإفطار والسحور وتوزيعها على المحتاجين.
  •  التبرع بالمال للمحتاجين لشراء ما يحتاجونه بنية إدخال السرور على قلب مسلم.

•  حديث أنواع الصدقة الجارية.

هناك الكثير من الأحاديث في السنة النبوية الشريفة التي توضح فضل الصدقة على العباد وقد حثنا عليها الرسول -صلى الله عليه وسلم- في أكثر من حديث مثلا:

  •  قول الرسول صلى الله عليه وسلم-: (أفضل الصدقة، أو خير الصدقة عن ظهر غنى، واليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول).
  •  قول النبي صلى الله عليه وسلم-: (ألا أدلك على أبواب الخير؟ قلت: بلى يا رسول الله! قال: الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار).
  •  قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم-: (من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب، ولا يصعد إلى الله إلا طيب؛ فإن الله يقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبها، كما يربي أحدكم فعلوه ، حتى تكون مثل الجبل).
  •  قول الرسول صلى الله عليه وسلم-: (كل امرئ في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس).
جميع الحقوق محفوظة لمنظمة الإغاثة الإسلامية عبر العالم 2024 ©
الإغاثة الإسلامية عبر العالم منظمة خيرية دولية غير حكومية مسجلة فى المملكة المتحدة برقم : 328158 328158

تبـــــرع سريــــع