الصيام هو ركن من أركان الإسلام التي لا يصح إسلام المرء إلا بالقيام به وأدائه، ويكون عن طريق الامتناع عن مفطرات الصيام المحددة وذلك من وقت بزوغ الفجر حتى غروب الشمس

تعريف الركن:

هو جانب الشيء وما لا يتم الشيء إلا به.

أركان الصيام:

وشرعاً فإن الصوم له ركنان، أولهما: النية، ثانيهما: الإمساك عن المفطرات من وقت دخول الفجر إلى غروب الشمس.

تفصيل في أركان الصيام

الركن الأول من أركان الصيام: النية

النية من أركان جميع العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى.

تعريف النية

قصد الشخص بقلبه ما يريد فعله بجوارحه.

الدليل على أهمية النية في أداء جميع العبادات:

حديث عمر بن الخطاب رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: سمعت رسول الله- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول:” إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ”

كيف تكون نية الصيام؟

يعقد المسلم نية الصوم تقربًا إلى الله تعالى وامتثال لأوامره.

متى يتم عقد نية صوم رمضان ؟

يكون إما بداية شهر رمضان، حيث يعقد المسلم نيته بصيام شهر رمضان كاملاً.
أو يكون تبييت النية يوم بيومه، فيقوم المسلم بعقد نية صيام اليوم التالي خلال أيام رمضان قبل دخول فجر اليوم التالي.

النطق بالنية وحكمها؟

النية محلها القلب، ولا يشترط النطق بها.

الركن الثاني من أركان الصيام: الإمساك عن المفطرات

 الإمساك عن المفطرات:

يقصد بها الامتناع عن أي من مفسدات ومفطرات الصيام المحددة منذ طلوع الفجر إلى غروب الشمس.

الدليل على وجوب الإمساك عن المفطرات:

قوله تَعَالَى: {كُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} (البقرة: 187).

 مفطرات الصيام:

1- الطعام والشراب

 ويدخل في حكمها كل ما يدخل جوف الصائم من الفم أو الأنف متجاوزًا الحلق ومستقرًّا في الجوف.

رأي الشرع إذا اختلط عليه وقت الصيام فأكل أو شرب ظانًّا أن الفجر لم يدخل وقته؟ أو إذا أكل أو شرب ظانًّا أن وقت غروب الشمس قد حل ؟

الأصل في الصيام أن يحتاط المسلم ويجتهد قدر استطاعته في التحقق من دخول الوقت الفجر أو لغروب الشمس، فلو اجتهد وتحرى ثم تبين خطؤه في هذه الحالة لا إثم عليه، لحديث: “إِنَّ اللهَ تَجَاوَزَ لِي عَنْ أُمَّتِي الخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ”([2])، لكنه يأثم إذا تساهل ولم يعتنِ بالبحث والتحري.

 

هل يصح صيامه وهل عليه القضاء؟

اختلف العلماء لكن اتفق جمهور أهل العلم على أنه يصوم بقية اليوم إذا كان في رمضان لكن وجب عليه القضاء ولا عبرة بخطئه أو ظنه.

ما حكم من أكل أو شرب خلال شهر رمضان ناسيًا؟

إذا تناول المسلم الطعام أو شرب خلال شهر رمضان ناسيًا، فيكمل صومه؛ لما في الصحيحين من حديث أبي هريرة- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: قال النبي- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “مَنْ أَكَلَ نَاسِيًا وَهُوَ صَائِمٌ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللَّهُ وَسَقَاهُ”([3])، وفي لفظ مسلم: “مَنْ نَسِيَ وَهُوَ صَائِمٌ فَأَكَلَ أَوْ شَرِبَ فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللَّهُ وَسَقَاهُ”([4]).

ماذا يفعل من تناول طعامًا أو شرابًا متعمدًا؟

لو كان ذلك لعذر معتبر كمرض، أو سفر فلا إثم عليه، وعليه القضاء بعد انتهاء رمضان.
أما من تناوله متعمدًا لغير عذر، فقد ارتكب كبيرة من الكبائر، ويجب عليه كفارة من أفطر في نهار رمضان.

 القيء أثناء الصوم وهل هو من مفطرات الصيام؟

إن كان عمدًا فسد الصوم، وإن غلب على الصائم فلا إثم عليه، والصوم صحيح ويكمل صيامه.
والدليل على ذلك حديث أبي هريرة- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: قال رسول الله- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “من ذَرَعَهُ قيءٌ، وَهُوَ صَائِمٌ، فَلَيْسَ عَلَيْهِ قَضَاءٌ، وَإِنِ اسْتَقَاءَ فَلْيقْضِ”([6]).

2- الجماع من مفطرات الصيام

مما يفسد الصوم: الجماع، وفيه القضاء والكفارة المغلظة.

الدليل على ذلك

عن أبي هريرة- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: هَلَكْتُ، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: وَمَا أَهْلَكَكَ؟ قَالَ: وَقَعْتُ عَلَى امْرَأَتِي فِي رَمَضَانَ، قَالَ: هَلْ تَجِدُ مَا تُعْتِقُ رَقَبَةً؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَهَلْ تَجِدُ مَا تُطْعِمُ سِتِّينَ مِسْكِينًا؟ قَالَ: لَا، قَالَ: ثُمَّ جَلَسَ، فَأُتِيَ النَّبِيُّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِعَرَقٍ فِيهِ تَمْرٌ، فَقَالَ: تَصَدَّقْ بِهَذَا قَالَ: أَفْقَرَ مِنَّا؟ فَمَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا أَهْلُ بَيْتٍ أَحْوَجُ إِلَيْهِ مِنَّا، فَضَحِكَ النَّبِيُّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى بَدَتْ أَنْيَابُهُ، ثُمَّ قَالَ: اذْهَبْ فَأَطْعِمْهُ أَهْلَكَ”([7]).

جميع الحقوق محفوظة لمنظمة الإغاثة الإسلامية عبر العالم 2024 ©
الإغاثة الإسلامية عبر العالم منظمة خيرية دولية غير حكومية مسجلة فى المملكة المتحدة برقم : 328158 328158

تبـــــرع سريــــع