ريهام أم سودانية تناضل من أجل إطعام أطفالها وسط النزوح والحرب
اعتادت ريهام العيش مع زوجها وأطفالها السبعة في مدرسة في مخيم يضم العديد من النازحين في السودان، بعد أن اضطرت عائلتها للفرار من منزلهم في العاصمة الخرطوم نتيجة النزاع المسلح. ومنذ ذلك الحين، انقلبت حياتهم رأسًا على عقب.
“تخبرنا ريهام بكل حزن: كان زوجي يسافر للعمل في مختلف مناطق السودان، وكان يشتري لنا اللحم من كردفان، وهو الأفضل في السودان لكن الآن، ومع فقدان زوجي لعمله، أصبحت اللحوم ترفًا غائبًا عن مائدتن” تضيف ريهام:
” لقد فقدنا كل مصادر الدخل، والموارد، والمدخرات، وحتى تعاطف العائلة الممتدة. لم يعد أحد يقدم لنا المساعدة. لا نستطيع أن نعيش كما نريد طالما أننا نقيم في هذه المدرسة. لا نملك المال لاستئجار منزل خارج المخيم أو لتعليم أطفالنا وبسبب هذا الوضع الصعب، اضطر أنا وزوجي إلى اتخاذ قرارات قاسية بشأن كيفية إنفاق أي أموال تصلنا من الجمعيات الخيرية أو من الأعمال المؤقتة النادرة.” تكمل ريهام الحديث والغصة في حلقها: “طفلي الصغير يعاني من إعاقة بسيطة، لذا عندما نحصل على تبرعات مالية، نُعطي الأولوية لشراء الدواء، ونضحي باحتياجات أخرى مثل البطانيات أو اللحم. تضيف ريهام: مع ارتفاع أسعار اللحوم، نلجأ الأسرة إلى الحبوب والبقوليات لتوفير الغذاء. لكن غياب اللحوم بدأ ينعكس على صحة الأطفال.” ” لا شك أن اللحم مكوّن أساسي لنمو الأطفال، لا يمكن لطفل أن ينمو بصحة جيدة إذا اعتمد فقط على الحبوب. حتى صحتنا نحن الكبار بدأت تتدهور. فالمناعة تتدنى فلم نعد نتمكن من مقاومة الأمراض، ولياقة زوجي الجسدية تراجعت.”