Wednesday June 4, 2025

ريهام أم سودانية تناضل من أجل إطعام أطفالها وسط النزوح والحرب

اعتادت ريهام العيش مع زوجها وأطفالها السبعة في مدرسة في مخيم يضم العديد من النازحين في السودان، بعد أن اضطرت عائلتها للفرار من منزلهم في العاصمة الخرطوم نتيجة النزاع المسلح. ومنذ ذلك الحين، انقلبت حياتهم رأسًا على عقب.

“تخبرنا ريهام بكل حزن: كان زوجي يسافر للعمل في مختلف مناطق السودان، وكان يشتري لنا اللحم من كردفان، وهو الأفضل في السودان لكن الآن، ومع فقدان زوجي لعمله، أصبحت اللحوم ترفًا غائبًا عن مائدتن” تضيف ريهام:

” لقد فقدنا كل مصادر الدخل، والموارد، والمدخرات، وحتى تعاطف العائلة الممتدة. لم يعد أحد يقدم لنا المساعدة. لا نستطيع أن نعيش كما نريد طالما أننا نقيم في هذه المدرسة. لا نملك المال لاستئجار منزل خارج المخيم أو لتعليم أطفالنا وبسبب هذا الوضع الصعب، اضطر أنا وزوجي إلى اتخاذ قرارات قاسية بشأن كيفية إنفاق أي أموال تصلنا من الجمعيات الخيرية أو من الأعمال المؤقتة النادرة.” تكمل ريهام الحديث والغصة في حلقها: “طفلي الصغير يعاني من إعاقة بسيطة، لذا عندما نحصل على تبرعات مالية، نُعطي الأولوية لشراء الدواء، ونضحي باحتياجات أخرى مثل البطانيات أو اللحم. تضيف ريهام: مع ارتفاع أسعار اللحوم، نلجأ الأسرة إلى الحبوب والبقوليات لتوفير الغذاء. لكن غياب اللحوم بدأ ينعكس على صحة الأطفال.” ” لا شك أن اللحم مكوّن أساسي لنمو الأطفال، لا يمكن لطفل أن ينمو بصحة جيدة إذا اعتمد فقط على الحبوب. حتى صحتنا نحن الكبار بدأت تتدهور. فالمناعة تتدنى فلم نعد نتمكن من مقاومة الأمراض، ولياقة زوجي الجسدية تراجعت.”

ذكريات العيد تفوح مع رائحة اللحم

تسببت الحرب المستمرة في السودان في نزوح ملايين السكان. واضطرت العديد من العائلات، كعائلة ريهام، إلى الانتقال عدة مرات بحثًا عن الأمان.

تخبرنا ريهام: “العيد بالنسبة لي استراحة من معاناة الحياة. هو وقت للفرح ولمّ الشمل، وقد اشتقت لهذا الشعور طوال العامين الماضيين، حين استلمنا حصتنا من لحوم الأضاحي استمتعنا بها كثيرًا وشكرنا الله عليها، لقد منح اللحم أطفالي الظاقة للعب والفرح حتى لو لفترة قصيرة. بينما أطهو اللحم عادت إليّ ذكريات العيد من الخرطوم قبل ان يحدث كل هذا، حتى لحظة طهي اللحوم كانت ملاذًا نفسيًا لي أنساني مؤقتًا ما نمر فيه من ألم النزوح وفقدان الأحبة وهجر منزلنا الحبيب. أشكر كل من تذكرنا وقدم لنا هذه اللحوم، لقد أعدتم إلينا بعض الذكريات الجميلة ودمعتم شملنا على وجبة ساخنة لذيذة في وقتٍ صعب، استمرا في ذلك فنحن في أمس الحاجة لكم!”

 

دور الإغاثة الإسلامية في السودان في عيد الأضحى

ومن الجدير بالذكر أن الإغاثة الإسلامية عبر العالم تقوم بتوزيع لحوم الأضاحي منذ عام 1986 وحتى اليوم، فاستفاد عام 2024 أكثر من 74,600 شخص في السودان بمن فيهم ريهام. وتعتبر السودان أولوية لدى الإغاثة الإسلامية، وهذا العام بإذن الله نهدف لتوزيع اللحوم على عدد أكبر من المستفيدين.

تبرعكم يحدث فرقًا ويخفف معاناة الأسر المحتاجة

تبرعكم حياة للعديد!

بادر بتقديم أضحيتك الآن.

جميع الحقوق محفوظة لمنظمة الإغاثة الإسلامية عبر العالم 2025 ©
الإغاثة الإسلامية عبر العالم منظمة خيرية دولية غير حكومية مسجلة فى المملكة المتحدة برقم: 328158