Saturday April 10, 2021

 

مالي واحدة من الدول التي يصعب أن يكون فيها للمرأة مكان – على الأقل للصعوبات التي تواجهها كي تخرج نفسها من الفقر. ولكن بدعم من الإغاثة الإسلامية تسعى النساء اللواتي يتحلين بالقوة والإرادة لتغيير هذا الواقع.  

يعيش حوالي نصف سكان مالي في فقر مدقع، إذ تصنف على أنها واحدة من أفقر الدول في العالم.  فأعمال العنف وآثار تغير المناخ تترك آثاراً مدمرة على حياة الأشخاص وسبل عيشهم، وتشير الأرقام إلى أن واحد من بين كل أربع اشخاص يعجزون عن توفير قوت يومهم.

يذكر أن الإغاثة الإسلامية تعمل في مالي الواقعة غربي القارة الأفريقية منذ عام 1997، وتقف إلى جانب مجتمعات الفئات المهمشة من خلال مشاريع تدعم الأشخاص المحليون لمجابهة الأسباب الجذرية للفقر والهشاشة.

يساهم مشروعنا المتكامل الذي يسعى إلى تحسين سبل عيش النساء في دائرة كاتي إلى معالجة مجموعة من القضايا التي تواجه المرأة. وتتضمن هذه القضايا الحد من مخاطر الكوارث، والأمن الغذائي، وتوليد الدخل والحماية.

حيث توفر الإغاثة الإسلامية فرص كسب سبل العيش للسيدات من خلال التركيز على زراعة الخضروات، وتعزيز المنظمات المجتمعية المحلية، وتشكيل شبكات بين النساء. وكانت من بين السيدات المستفيدات سيتان، التي كانت تكافح من أجل تلبية احتياجاتها في الوقت الذي تكسب فيه معظم النساء  أقل من 1.25 دولار أمريكي في اليوم.

كانت سيتان تعتمد على الزراعة من أجل كسب لقمة العيش حالها كحال الكثير في دائرة كاتي، ولكن في أوقات الجفاف يضيع كل جهدها سدى بعد أن تفشل محاصيلها.

وتوضح سيتان وهي أم لخمسة أطفال “في بعض الأوقات، لا يمكننا أن نكسب دخلاً من الخضراوات التي نزرعها، وفي أوقات أخرى يمكننا كسب القليل من المال، ولكنه لا يضاهي أبداً بما قمنا باستثماره. فنحن لا نكسب ما يكفي من النقود.”

تقول سيتان “تعلمنا أن النساء لديهن الحق في ملكية الأرض”. ففي قريتها كومي كومي تحرم النساء من الحصول على فرص سبل العيش، ويعجزن عن الحصول على دخل خاص بهن، أو استكشاف فرص تجارية- لذلك قمنا بالمطالبة بحقوق النساء حتى يملكوا قطعة أرض ويقوموا بزراعتها بالخضراوات.

زاد دخل سيتان بمعدل ثمانية أضعاف

قامت الإغاثة الإسلامية أيضًا ببناء سد صغير، وأضافت أنظمة الري إلى حدائق الخضروات الجديدة الخاصة بالمجتمع، وجمعت النساء المحليات معًا في تعاونية، وقدمت لهن البذور وحصلوا على تدريب للتعرف على الممارسات الزراعية الفعالة.

تقول سيتان التي تبلغ من العمر 50 عاماً، والتي بدأت بزراعة البصل والطماطم”استطعنا أن نحسن تقنيات الزراعة التي نتبعها هنا بصورة كبيرة”. ومع فائض المنتجات التي اشترتها جمعية نسائية أخرى تشكلت من خلال المشروع، حصلت على 200 ألف فرنك سويسري (حوالي 265 جنيهًا إسترلينيًا) – بمعدل زيادة وصل إلى ثمانية أضعاف عن العام السابق.

تقول: “تمكنت من المساهمة بشكل كبير في حياة عائلتي”، موضحة أن أرباحها غطت تكاليف الرسوم المدرسية والملابس، كما أنها استطاعت توفير بعض المال أيضًا. “أشعر بالسعادة والراحة لأنني تمكنت من الحصول على دخل خاص بي وبمجهودي الشخصي.”

كما ترك المشروع تأثيراً كبيراً على نساء قرية كومي كومي اللواتي أصبح لديهن أصوات أقوى في مجتمعاتهن.

“فاليوم، نجد أن قادة قريتنا يطلبون منا الاستشارة والنصح والمساهمة. فالرجال والنساء وحتى الحيوانات في قرية كومي كومي كانوا من المستفيدين”

ساناتا تعمل وتشعر بالرضا

ساعد المشروع ساناتا البالغة من العمر 50 عامًا على إنشاء حديقة مزروع بها الخضراوات، كما خدم المشروع أيضاً 1700 أسرة، حصلت على تدريب حول تقنيات البستنة بالإضافة إلى مهارات تسويق المنتجات. حتى أصبحت لدى هذه الأسر تكسب دخلاً ثابتًا.

توضح ساناتا “أقوم بزراعة الخضراوات والفواكه وبيعها، حيث أبيع المحصول وأحصل على الكثير من النقود، قبل المشروع لم أكن أعلم كيف أقوم بذلك. كنت سأذهب للمدرسة، ولكني لم أتعلم أي شيء بخصوص زراعة الخضراوات والفواكه وبيعها في المدرسة.”

أطفالها أولوية بالنسبة لها، وفي الوقت الذي تشعر فيه بالخوف من أن قد يصاب أبناؤها بالمرض إلا أنها تعلم جيداً أنها أصبحت قادرة على رعايتهم.

نجحت مئات النساء مثل سيتان وساناتا في زيادة دخلهن وبناء سبل عيش طويلة الأمد ومستقرة قادرة على الصمود في وجه تغير المناخ – كما أن سبل عيشهن تمكّن الأخريات من الازدهار أيضًا، وذلك بفضل مجموعات البائعين التي شكلتها الإغاثة الإسلامية. من خلال تلك المجموعات، يمكن للمرأة أن تحصل على منح صغيرة لشراء المنتجات من المجموعات الزراعية، وتبيعها والحصول على ربح.

“نحن الآن قادرون على إعالة أنفسنا وأطفالنا، سواء من خلال توفير التعليم أو الطعام” ، تقول ساناتا بصوت فخور لتمكنها من الاعتماد على ذاتها.

بمساعدتكم، يمكن أن تواصل الإغاثة الإسلامية تنفيذ مشاريع تمكن من خلالها الأسر في مالي للخروج من دائرة الفقر.

تبرع الآن

جميع الحقوق محفوظة لمنظمة الإغاثة الإسلامية عبر العالم 2024 ©
الإغاثة الإسلامية عبر العالم منظمة خيرية دولية غير حكومية مسجلة فى المملكة المتحدة برقم : 328158 328158