Thursday June 22, 2023

يوم اللاجئ العالمي هو مناسبة عالمية للتذكير بملايين النازحين واللاجئين والمهاجرين من أماكنهم الأصلية بسبب النزاعات.
من هذه القصص المؤثرة قصة أم أسامة، أم تبلغ من العمر 44 عامًا، من القلمون في سوريا، هي مجرد واحدة من هؤلاء الناس، ولكن قصتها تجسد معاني الصمود والقوة التي يكتشفها العديد من اللاجئين في أنفسهم عند مواجهة المصاعب.

كانت حياة أم أسامة في سوريا مليئة بالفرح والاستقرار، حتى عام 2014، حين تحطمت على صخرة الواقع الأليم بسبب الصراع المتصاعد؛ فقد دمرت الغارات الجوية الكثيفة منزلها وأودت بحياة زوجها الحبيب و3 أطفال هم كل ما كانت تملكه من حب في هذه الحياة.

لا تزال ذكرى ذلك اليوم المأساوي تطاردها، ولا سيما فقدان ابنها علي البالغ من العمر 14 عاما.
مع تحول حياتها إلى خراب، انضمت أم أسامة إلى رحلة النزوح الجماعي للسوريين الذين يبحثون يائسين عن ملجأ. فبعد رحلة صعبة عبر التضاريس الجبلية الوعرة والخطيرة وصلت هي وعائلتها في نهاية المطاف إلى عرسال، وهي قرية في منطقة البقاع اللبنانية. وهناك وجدوا منزلا جديدا، مكانا للجوء، بعيدًا عن وطنهم المدمر.

ضربة مدمرة أخرى

عندما بدأت أم أسامة في إعادة بناء حياتها في لبنان، صدمت بضربة قاسية أخرى؛ ألا وهي تشخيص إصابتها بالسرطان. أجبرها ارتفاع تكلفة العلاج الطبي في لبنان على طلب العلاج في سوريا بحثًا عن مكان أرخص مهما كانت المخاطر المحدقة بها هناك. ولدى عودتها إلى لبنان، اكتشفت أنها لم تعد قادرة على الحصول على مساعدات الأمم المتحدة والتغطية الطبية. فأصبحت معركة أم أسامة ضد السرطان صراعًا شاقًّ، مع ارتفاع الفواتير الطبية واستنزاف الموارد. وأدت الأزمة الاقتصادية في لبنان إلى تفاقم محنة الأسرة، تاركة أم أسامة وأطفالها دون دعم أساسي.
وسط هذه التحديات الرهيبة، تستمد أم أسامة قوتها من أطفالها الـ4 المتبقين ولا تزال مصممة على بناء مستقبل أفضل لهم. وهي تسعى جاهدة لتحقيق رغبة زوجها الراحل في أن يتلقى أطفالهما التعليم ويحفظوا القرآن.

 

التضامن مع اللاجئين في يوم اللاجئ العالمي
أم أسامة وأطفالها يتلقون الآن الدعم من الإغاثة الإسلامية في لبنان

وفي حين أن ظروفهم قد خففت إلى حد ما بفضل دعم الإغاثة الإسلامية، والذي يشمل توفير الطرود الغذائية وغيرها من المواد الأساسية، إلا أن النضال المستمر لتحقيق التوازن بين التكاليف الطبية وضروريات أطفالها والتعليم لا يزال قائما.
تأمل أم أسامة في الحصول على مصدر دعم أكثر استدامة، يمكن عائلتها من المضي قدما في الحياة.
تقول أم أسامة: “لقد كانت رحلتنا صعبة للغاية، لكن الأمل الذي لا يتزعزع في قلوبنا هو الذي يدعمنا. هذا الأمل في غد أفضل، حيث يمكن لأطفالي متابعة أحلامهم دون أن تكبلهم ظروفهم. آمل أن أتمكن من التغلب على تحدياتي الصحية والاستمرار في رعاية أطفالي. إنه الأمل في أن نجد مرة أخرى مكانا يشبه المنزل. فكل يوم، نشعر بمدى قوة الأمل وعدم الاستسلام أبدًا. نريد أن نروي قصتنا، ونلفت الانتباه إلى ما يحدث لنا -نحن السوريين-، ونبين لماذا لا نزال بحاجة إلى المساعدة”.
وتضيف: “حتى مع كل الأشياء السيئة من الماضي والآن، فإننا نبقي رؤوسنا مرفوعة، ونأمل دائما في مستقبل أفضل. نريد استعادة كرامتنا وأحلامنا. نستمر في الضغط، على أمل أن نعود إلى المنزل يوما ما”.

التضامن مع اللاجئين في يوم اللاجئ العالمي

قصة أم أسامة هي شهادة على قوة الروح البشرية، خاصة في مواجهة الشدائد. إنه بمثابة تذكير بأنه في يوم اللاجئ العالمي هذا، يجب أن نقف متضامنين مع عائلات مثل عائلتها، التي تضطر إلى البحث عن ملجأ بعيدا عن ديارها.

مع استمرار ارتفاع عدد اللاجئين في جميع أنحاء العالم، من الأهمية بمكان الاعتراف بالقوة والشجاعة التي يظهرها اللاجئون. دعونا نسلط ضوء الأمل في الظلام، ونعزز من التفاهم والتضامن معهم، ونعمل من أجل عالم يمكن للاجئين فيه إعادة بناء حياتهم واستعادة أحلامهم.
من هذا المنطلق تدعوكم الإغاثة الإسلامية إلى التبرع من خلالها، لتمكين اللاجئين من عيش حياة كريمة، وضمان عدم تخلف أحد عن الركب، في سعيهم لتحقيق غد أفضل.

جميع الحقوق محفوظة لمنظمة الإغاثة الإسلامية عبر العالم 2024 ©
الإغاثة الإسلامية عبر العالم منظمة خيرية دولية غير حكومية مسجلة فى المملكة المتحدة برقم : 328158 328158

تبـــــرع سريــــع