Tuesday June 20, 2023

اليوم العالمي للاجئ، حيث يتكاتف العالم لإلقاء الضوء على المعاناة، والتركيز على تجارب أولئك الذين نزحوا بسبب النزاعات والاضطرابات.
تجارب مثل تجربة مولو، وهي امرأة صامدة تبلغ من العمر 30 عامًا، من عبد الرافي في إثيوبيا، ينبغي أن تصل أصداء حكايتها للعالم. لقد أودى العنف بزهرة شبابها ودمر حياتها، ولكن من خلال قصتها وصبرها على كل المحن، تعطي لمحة عن المصاعب التي يواجهها اللاجئون والأمل في أن تلهمهم القصة.
تتذكر مولو أيامها في مسقط رأسها عبد الرافي. لقد كانت حياة فيها بعض المقومات البسيطة والعمل الشاق؛ لكن كل ذلك تغير في لحظة عندما اندلع الصراع.
تقول مولو عن حياتها، “في الوطن، رأيت أشياء لا ينبغي لأحد أن يشهدها أبدا. القنابل تنفجر، والناس يموتون، والأصدقاء والعائلة ممزقة”.
تستكمل مولو، وصوتها يتهدج وهي تتذكر الأحداث المؤلمة. “كان الأمر قاسيًا بشكل لا يمكن تصوره”.
بذل زوج مولو، وهو جندي، قصارى جهده لحمايتها.
في ضوء الخطر المحيط بهم، اتخذوا القرار الصعب بالفرار معا. فقد كانت رحلتهم محفوفة بالمخاطر.
تقول: “حمل الجنود سكينًا لزوجي. شاهدنا أصدقاءه يقتلون أمامنا. كان الرعب يفوق أي شيء يمكنك تخيله”. هكذا سردت لنا هذه الأهوال.

في اليوم العالمي للاجئ، معنى الصمود في مواجهة الخسارة

تعيش مولو الآن في مخيم للاجئين في السودان، وهي تتكيف مع حياة لم تعتقد أبدا أنها ستعيشها. وفي مواجهة هذه التحديات الهائلة، أظهرت صمودًا أبيًا. ومما يضيف شيئا من التعقيد إلى حياة مولو اليومية في المخيم هو حقيقة أنها تعاني من مشاكل في الحركة، مما يجعلها غير قادرة على المشي لمسافات طويلة. تسقط مولو بشكل متكرر، مما يجعل استخدام المرافق المشتركة في المخيم، مثل المراحيض، أمرا صعبا للغاية.
تعيش مولو في المخيم مع زوجها، أحمد*، ولكنها أخذت أيضا يتيما يبلغ من العمر 16 عاما تحت جناحها بعدما فقد أسرته. تقول مولو: “الحياة في المخيم مقبولة ولكن ترك عائلتي ورائي أمر مؤلم.. هذا شيء أعاني منه يوميا. على الرغم من أنني من ذوي الإعاقة وأواجه مجموعة من التحديات الخاصة بي، إلا أن قلبي وأفكاري معهم.” فقد انفصلت مولو عن عائلتها بعد أن بدأت القنابل تنهمر على قريتها.

قصة لاجئة

فرت مولو من العنف في إثيوبيا وتعيش الآن في مخيم للاجئين في السودان

تتحدث مولو بامتنان عن الدعم الذي تقدمه الإغاثة الإسلامية، وخاصة خدمات التوصيل من الباب إلى الباب. كانت هذه الخدمات شريان الحياة لها ولمن مثلها في المخيم، مما سمح لها بتجنب الرحلات الصعبة والتي يحتمل أن تكون خطرة للحصول على الضروريات.
“لقد كانت الإغاثة الإسلامية في إثيوبيا نعمة مطلقة. لقد وفروا أواني الطهي وغلاية وأطباقًا ومستلزمات النظافة”.

أزمة عالمية

تعكس قصة مولو الواقع الذي يعاني منه اللاجئون في جميع أنحاء العالم، سلطنا الضوء على قصتها في اليوم العالمي للاجئ. وتشير تقارير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى نزوح 68.5 مليون إنسان، من بينهم ما يقرب من 25.4 مليون لاجئ. ويؤثر النزوح، الذي غالبا ما ينجم عن الصراع وتغير المناخ في الغالب على الدول النامية، مما يضعف مواردها ويكشف مواطن ضعفها.
“في اليوم العالمي للاجئ، نتذكر الظروف القاسية التي يواجهها ملايين النازحين. ويفتقر الكثيرون إلى الضروريات الأساسية، مثل المأوى والرعاية الصحية والتعليم ووسائل كسب الرزق”، كما يقول أمان صوفي، مستشار الإغاثة الإسلامية للشؤون الإنسانية.
ويتابع: “تؤكد قصة مولو على هذا الواقع البائس، وتسلط الضوء على الظلم الذي يحول بين اللاجئين وبين العيش بكرامة. هذه أزمة إنسانية تتطلب الاهتمام والعمل، لا سيما من الدول الأكثر ثراء”.
تمتد استجابة الإغاثة الإسلامية للاجئين والنازحين إلى ما هو أبعد من مجرد تلبية الاحتياجات الفورية للغذاء والماء والمأوى. ونركز أيضا على الدعوة إلى تحقيق السلام والأمن المستدامين. ونأمل بمعالجة القضايا الأساسية التي تسبب النزوح، بما في ذلك منع نشوب الصراعات وبناء السلام.

بينما نقف في وحدة #withrefugees، تواصل الإغاثة الإسلامية جهودها لدعم أفراد مثل مولو.
نقدم المساعدات الأساسية كي نحافظ على صمودهم والتماسك الاجتماعي.
ومع ذلك، لا بد من تقديم المزيد.
يمكنك الانضمام إلى جهودنا لضمان أن يعيش اللاجئون مثل مولو حياة كريمة. يمكنك صناعة الفارق من خلال التوقيع على عريضة #withrefugees ومشاركتها والتبرع للإغاثة الإسلامية.
*تم تغيير الاسم لحماية الهوية

جميع الحقوق محفوظة لمنظمة الإغاثة الإسلامية عبر العالم 2024 ©
الإغاثة الإسلامية عبر العالم منظمة خيرية دولية غير حكومية مسجلة فى المملكة المتحدة برقم : 328158 328158

تبـــــرع سريــــع